دعا الروائي التنزاني عبد الرزاق غورنا، الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2021، أوروبا لاستقبال المهاجرين بمشاعر العطف والرحمة، بدلًا من الأسلاك الشائكة، حسب تعبيره.
وقال الروائي لرويترز في حديقته في كانتربري بإنكلترا: "في الوقت الحالي، يبدو أن سلوك الحكومة مقزز إلى حد ما إزاء الأشخاص الذين يطلبون اللجوء أو الذين يسعون لدخول هذا البلد".
وأضاف: "يبدو أنهم يستغربون بأن القادمين من أماكن صعبة يريدون المجيء إلى بلد ينعم بالرخاء. لماذا يستغربون؟ من ذلك الذي لا يرغب في المجيء لبلد أكثر رخاء؟ هناك نوع من الخسة في هذه الاستجابة".
سد الفجوة
وقال غورنا إنه فوجئ تمامًا عندما اتصلت به الأكاديمية السويدية لإبلاغه بفوزه بالجائزة، ويرصد الروائي في كتبه إرث الاستعمار وآثاره على الأشخاص الذين يضطرون لترك أوطانهم.
وتصور رواية غورنا، التي نُشرت لأول مرة عام 1987، بشكل متكرر النازحين والغرباء الذين يتصالحون مع هوية في حالة تغير مستمر.
وتتحدث بشاعرية عن تجربة الهجرة، وعن ترك المرء للأسرة وجزء من حياته للعيش في مجتمع جديد يشعر فيه على الدوام بأنه غريب.
ويقدم غورنا أعماله باعتبارها محاولة لسد الفجوة بين العمل الأكاديمي عن الاستعمار والمعرفة الشعبية به.
وبيّن أن هذا مجال يمكن للأدب أن يلعب فيه دورًا، ليس بأسلوب تعليمي بل من خلال السرد والتواصل ومن خلال الحديث عن الأشياء، ومن خلال جعل الناس يعيشون الحدث.
الاحتفال بتاريخ "انتقائي"
وبعد يوم من تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "بالدفاع عن تاريخنا والميراث الثقافي" ضد أولئك الذين يهاجمون ماضي بريطانيا، قال غورنا إنه يرفض محاولات الاحتفال بتاريخ انتقائي.
وأضاف: "يجب أن تعرف، لو أن هناك أمورًا فظيعة يتعين معرفتها، لابد أن تُعرف، لا يمكنك أن تكتفي بالقول إنها هراء يزعجنا".
والروائي وُلد في جزيرة زنجبار (تنزانيا حاليًا) في المحيط الهندي عام 1948، وانتقل وهو طالب إلى بريطانيا في 1968، واشتهر بروايته "الفردوس" (1994)، و"هجران" (2005)، و"وداعًا زنجبار" (2009). وكان قد دخل عالم الكتابة الروائية عام 1987 مع باكورة أعماله التي حملت عنوان "ذاكرة المغادرة".
ومن بعد عمله الأول، توالى إنتاج غورنا الأدبي حتى سجّل في رصيده عشر روايات وعدة قصص قصيرة، وإن كان للجوء حكاية شخصية في حياة عبد الرزاق الذي وصل إلى المملكة المتحدة بوصفه لاجئًا في العشرين من العمر؛ إلا أن ثيمة الاضطرابات التي يعاني منها اللاجئون تركت أثرًا عميقًا في أعماله الروائية.