الثلاثاء 3 Sep / September 2024

بعد كوفيد.. هل يمكن أن يتسبب تغير المناخ في جائحة جديدة؟

بعد كوفيد.. هل يمكن أن يتسبب تغير المناخ في جائحة جديدة؟

شارك القصة

فقرة تناقش تداعيات تغيّر المناخ الخطيرة على كوكب الأرض (الصورة: غيتي)
توضح دراسة أجراها باحثون من جامعة جورج تاون كيف أن حركات الحيوانات وتفاعلاتها بسبب ارتفاع درجة حرارة قد تزيد من عدد الفيروسات التي تنتقل بين الكائنات الحية.

يزعم باحثون من جامعة جورج تاون أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يجبر الحيوانات على الانتقال إلى مناطق مأهولة بالسكان، مما يزيد من خطر حدوث قفزة فيروسية منها إلى البشر.

وفيما لم يطو العالم صفحة وباء كوفيد-19 بعد، يتطلع العلماء بالفعل إلى الأزمة الصحية العالمية المقبلة، مشيرين إلى أنها "قد تكون ناجمة عن تغير المناخ"، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وقال سام شاينر، مدير برنامج في مؤسسة العلوم الوطنية الأميريكية التي مولت الدراسة: "إن جائحة كوفيد-19 والانتشار السابق لمرض السارس والإيبولا وزيكا يُظهران كيف يمكن أن يكون للفيروس الذي ينتقل من الحيوانات إلى البشر آثار هائلة". 

ارتفاع أعداد الفيروسات

وأوضح هذا البحث كيف أن حركات الحيوانات وتفاعلاتها بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ قد تزيد من عدد الفيروسات التي تنتقل بين الأنواع.

وفي الدراسة، شرع الفريق في فهم كيف سيعيد تغير المناخ هيكلة الفيروس العالمي للثدييات. وأشارت نتائج البحث إلى أنه مع ارتفاع درجات الحرارة ستضطر الثدييات إلى الانتقال.

ووفقًا للباحثين، فستواجه هذه الثدييات أثناء رحلاتها ثدييات أخرى للمرة الأولى، ومن المحتمل أن تشارك الآلاف من الفيروسات.

وتوفر هذه التحولات فرصًا أكبر للفيروسات، بما في ذلك فيروسات كورونا، للظهور في مناطق جديدة والانتقال إلى البشر.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كولين كارلسون: "أقرب تشبيه هو في الواقع المخاطر التي نراها في تجارة الحياة البرية".

مخاوف من الخفافيش

وحذر الباحثون على وجه الخصوص من تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة على الخفافيش التي تلعب دورًا مركزيًا في انتشار الفيروسات الجديدة، مع توقع أكبر التأثيرات في جنوب شرق آسيا، وهي نقطة ساخنة لتنوع الخفافيش.

وقال الدكتور غريغوري ألبيري، المؤلف المشارك للدراسة: "تضيف هذه الآلية إلى كيفية تهديد تغير المناخ لصحة الإنسان والحيوان".

واقترح الباحثون أن الطريقة الوحيدة للتخفيف من آثار تغير المناخ على انتشار الفيروسات هي الجمع بين مراقبة أمراض الحياة البرية والدراسات في الوقت الحقيقي للتغير البيئي.

وقال كارلسون: "نحن أقرب إلى التنبؤ بالوباء المقبل والوقاية منه أكثر من أي وقت مضى".

وفي حين أن منشأ فيروس كوفيد-19 لا يزال غير واضح، يعتقد بعض العلماء أنه من المحتمل أن يكون أحد أنواع الخفافيش، فيما يصر آخرون على أنه ربما قد تسرب من مختبر صيني.

"تصور خاطئ للمخاطر"

وحذّرت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن البشريّة تعاني من "تصور خاطئ للمخاطر" يفاقم الأنشطة والسلوكيات التي تسبب تغير المناخ وعددا متزايدا من الكوارث في أنحاء العالم.

وخلص مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في تقرير جديد إلى وقوع ما بين 350 و500 كارثة متوسطة إلى واسعة النطاق على مستوى العالم سنويًا على مدى العقدين الماضيين. وقال التقرير إن ذلك يزيد بخمس مرات عن المتوسط خلال العقود الثلاثة السابقة.

وفي ظل تغيّر المناخ، من المتوقع أن تقع أحداث كارثية ناجمة عن الجفاف ودرجات الحرارة القصوى والفيضانات المدمرة بشكل متكرر أكثر في المستقبل.

وقدر التقرير أنه بحلول عام 2030 سنواجه 560 كارثة حول العالم كل عام، أي بمعدل 1,5 كارثة يوميًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة
Close