حذر حزب الله اللبناني من الأخبار التي نسبتها وسائل إعلام دولية إلى "مصادر في الحزب" بشأن مصير مسؤوليه بعد الغارات العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت وكالتا "رويترز" و"فرانس برس" قد نقلتا عن مصادر أمنية لبنانية وأخرى في حزب الله، أن الاتصال "مقطوع" مع هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله منذ سلسلة الغارات العنيفة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
"لا يوجد لدينا أي مصادر في حزب الله"
وجدد الحزب في بيان تأكيده أنه "لا يوجد لدينا أي مصادر في حزب الله، وموقفنا الرسمي يُصدر عبر بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله."
وقال الحزب في بيانه: "تنشر بعض وسائل الإعلام أخبارًا تنسبها إلى مصادر في حزب الله تتعلق بمصير مسؤولي الحزب عقب الغارات الوحشية على الضاحية الجنوبية. وآخر تلك الوسائل كانت وكالة الصحافة الفرنسية التي نسبت أخبارها إلى مصادر رفيعة في حزب الله. نؤكد مجددًا أنه لا يوجد لدينا مصادر داخل الحزب، وأن موقفنا الرسمي يصدر عن العلاقات الإعلامية."
وأضاف البيان: "كما نشرت بعض وسائل الإعلام، لا سيما عدد من المواقع الإلكترونية، أخبارًا كاذبة وشائعات لا قيمة لها تتعلق بالوضع التنظيمي لعدد من كبار مسؤولي حزب الله. وتأتي هذه الأخبار في إطار الحرب النفسية والمعنوية التي تستهدف جمهور المقاومة من قِبَل من سخّروا أقلامهم وألسنتهم ومواقعهم لخدمة الاحتلال الصهيوني".
الإعلان عن الأمين العام الجديد "مرهون بالقيادة المختصة"
وفي حوار خاص مع التلفزيون العربي، أكد القيادي في حزب الله وعضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن عز الدين، أن كل ما يُشاع بشأن مصير رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، هو "غير رسمي ولا نعيره اهتمامًا".
وأوضح حسن عز الدين أن المقاومة لا تتأثر باغتيال أي قائد أو عنصر فيها، مؤكدًا أن "كل ما يُقال عن مصير السيد صفي الدين غير رسمي ولا نعيره اهتمامًا".
وأضاف عز الدين أن الإعلان عن الأمين العام الجديد لحزب الله "مرهون بالقيادة المختصة بذلك".
وبشأن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة على أن "أهم شرط لوقف إطلاق النار في لبنان هو أن يتزامن مع جبهة غزة". كما أشار إلى أن حزب الله يرحب بالجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لكنه اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتخريب تلك الجهود.
وأكد عز الدين أن هناك تنسيقًا كاملاً مع أطراف محور المقاومة في مختلف الساحات، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 محاولات إسرائيلية لاختراق الحدود اللبنانية قد باءت بالفشل.
"الاتصال مقطوع مع صفي الدين"
وفي سياق متصل، زعمت مصادر أمنية لبنانية وفي حزب الله، اليوم السبت، بأنّ الاتصال "مقطوع" مع رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين منذ سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الخميس - الجمعة.
ونقلت وكالتي "رويترز" و"فرانس برس" عن مصدر أمني وآخر رفيع في حزب الله أنّ الاتصال مع صفي الدين "مقطوع" منذ الغارات على الضاحية.
وقال مصدر رفيع في حزب الله من دون الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس": إن "الاتصال مع السيد صفي الدين مقطوع منذ الغارات العنيفة على الضاحية"، مضيفًا: "لا نعلم إذا كان موجودًا في المكان الذي استهدفته الغارات، ومن كان موجودًا معه".
وأضاف المصدر ذاته لفرانس برس متحفظًا عن كشف هويته: "يحاول الحزب الوصول إلى المقرّ الذي تمّ استهدافه تحت الأرض، لكن في كل مرة تعود إسرائيل لتنفّذ غارات (في المنطقة) في محاولة لإعاقة أي جهود إنقاذ".
وقال مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز": إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ أمس تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية.
وبحسب المصدر، فإن صفي الدين "كان برفقة قائد الاستخبارات في حزب الله" المعروف باسم الحاج مرتضى.
المرشّح الأوفر حظًا لخلافة حسن نصر الله
وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، قالت أمس الجمعة، إنّ التقديرات في تل أبيب تشير إلى أنّ القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين أصيب في الغارة الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي مساء الخميس على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
واعتُبر صفي الدين المرشّح الأوفر حظًا لخلافة حسن نصر الله بسبب علاقته الوثيقة مع إيران، وقربه على الصعيدين الشخصي والحزبي، من نصر الله الذي يشبهه أيضًا في الشكل.
ومما عزز احتمالات اختياره أمينًا عامًا، موقعه على رأس المجلس التنفيذي المشرف على الهيكلية التنظيمية للحزب.
وأكمل صفي الدين دراساته الدينية في قم في إيران، وابنه متزوج من زينب سليماني، ابنة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل بضربة أميركية في بغداد عام 2020. ويتولى شقيقه عبدالله، مسؤولية مكتب حزب الله في إيران.
وصفي الدين من مؤسسي حزب الله عام 1982، ويشغل منصبه الحالي منذ 1994.
وفيما كان اهتمام نصرالله ينصب على الجانبين السياسي والعسكري في الحزب، انكب صفي الدين على الاهتمام أكثر بمؤسسات الحزب وماليته، وفق خبراء.