بعد موقف اتحاد الشغل.. المعارضة تصعّد ضد الرئيس التونسي
دعا رئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس، أحمد نجيب الشابي، القوى المعارضة للرئيس قيس سعيّد إلى التظاهر ضده، وسط العاصمة، السبت المقبل، ورفع شعار "ارحل".
وخلال اجتماع شعبي في ولاية الكاف، أكد الشابي أنه لا حل للأزمة السياسية إلا عبر حكومة إنقاذ تقود البلاد إلى انتخابات مبكرة.
وأمام اقتراب الانتخابات التي تقاطعها المعارضة، تصعّد الأخيرة احتجاجاتها، وذلك بعد يوم من خطاب غير مسبوق للاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان قبل وقت قليل يساند مسار الرئيس قيس سعيّد لكن بتحفظ.
وبنبرة حادة بدت رسائل أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، واضحة، ورافضة لمسار انفرادي وانتخابات بلا طعم أو لون.
ويؤكد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل سمير الشفي، لـ"العربي"، أنه لا يمكن للاتحاد أن يكون صامتًا أو شاهد زور على السياسات الموغلة في الليبرالية، "والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعبر عن مضامين وتطلعات الشعب التونسي".
وكان موقف اتحاد الشغل متوقعًا ولا سيما أن الطبوبي لم يلتق الرئيس سعيّد منذ أشهر، ما يعني أن هذا الجفاء أنذر بالوصول إلى العلاقة المتوترة.
لكن اقتراب مواقف الاتحاد من مواقف المعارضة قد يغير بحسب متابعين موازين القوى لصالح المعارضة.
تحذيرات اتحاد الشغل
وفي هذا الإطار، يرى الصحفي في جريدة "الشعب" الناطقة باسم اتحاد الشغل، صبري الزغيدي، أن ما قاله الطبوبي ليس بجديد، إذ إنه في كل مناسبة يقدم الاتحاد مواقفه من مسار "25 يوليو".
ويؤكد الزغيدي في حديث إلى "العربي"، من تونس، أن الاتحاد لم يقدم صكًا على بياض للرئيس قيس سعيّد، بل حذّره من مغبة المساس بالحريات العامة والفريدة والمساس بحرية الصحافة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
ويشير إلى أنّ اتحاد الشغل يرفض إصلاح المنظومة السياسية والاقتصادية والانتخابات ضمن "رؤية انفرادية"، باعتبار أنّ "عشر سنوات سوداء لا يمكن أن يصلحها رأي واحد وعقلية واحدة"، حسب رأيه.
ويعتبر أن الدستور صاغه الرئيس سعيّد لوحده، رغم المطبات التي جاءت فيه، وكذلك قانون الاقتراع الذي صاغه أيضًا بشكل منفرد، ولذلك لن يكون البرلمان المقبل وفق تطلعات الشعب التونسي، بل سيكون برلمانًا شكليًا بلا صلاحيات.
ويلفت الزغيدي، إلى أن "اتحاد الشغل لا يصطف وراء أي كائن سياسي، بل هو مؤسسة مستقلة في قرارها، ومواقفها مستمدة من هياكلها، وبالتالي الاتحاد هو يتحدث عن خيارات جديدة وخاصة أن الخيارات السابقة في المنظومة السابقة أثبتت فشلها".
واستدرك قائلًا: "لكن مع انتظار اتحاد الشغل من الرئيس سعيّد تحسين الأوضاع المعيشية للتونسيين، نجد أن حكومة بودن تقوم بنفس الخيارات والسياسات التي قامت بها حركة النهضة في الماضي على المستوى الاقتصادي على الأقل وأثبتت فشلها"، حسب قوله.
"موقف ديمقراطي"
من جهته، يرى بلقاسم حسن، القيادي في حركة النهضة في حديث لـ"العربي" من تونس، أن "البلاد أمام انقلاب غاشم على الدستور والشرعية والديمقراطية، وضرب المؤسسات والقضاء والبرلمان والإعلام بعرض الحائط".
ويضيف حسن: "اتحاد الشغل يقول إنه غير موافق على المسار الحالي من الانفراد وعدم التشاركية، لكن ليس المطلوب أن يكون مع جبهة الخلاص أو غيرها بل نريد منه أن يتخذ موقفًا مع الديمقراطية والدستور والشرعية ضد الانقلاب".
وفيما ينفي أيّ تنافس أو خصومة مع الاتحاد العام التونسي للشغل، يشير إلى أنّ الأخير هو عبارة عن منظمة نقابية وطنية ديمقراطية عتيدة، "ونحترم قرارها واستقلاليتها ورأيها، وهو نابع من قواعدها وقوانينها".