أسدل المنتخب الفلسطيني الستار أمس الإثنين، على رحلته التاريخية في كأس الأمم الآسيوية، بعد أن حقق انجازًا غير مسبوق، ووصل الدور الثاني لأول مرة، رغم كل العوامل المحيطة بلاعبيه، لا سيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعنف الاحتلال المتصاعد على الضفة الغربية المحتلة.
وخسر "الفدائي" مباراته أمس مع نظيره القطري صاحب الضيافة بنتيجة 1-2، بعد أن ظهر بمستوى لائق أمام "العنابي" الذي يملك كل المقومات لتحقيق اللقب.
وأبلى الفلسطينيون بلاءً حسنًا في أرضية الملعب، وسط مدرجات لعبت دورًا مهمًا في تشجيعهم ودعمهم طوال رحلتهم في البطولة القارية.
"فخور بما قدمناه"
ولعب المدرب التونسي لمنتخب فلسطين مكرم دبوب دورًا مهمًا في ظهور "الفدائي" بهذا الأداء المميز خلال البطولة.
وقال دبوب بعد نهاية اللقاء والإقصاء من البطولة بدورها الثاني: "قدمنا مباراة بطولية اليوم أمام منتخب قطر بطل آسيا، وأنا في الحقيقة فخور بما قدمناه، بعد أن سيطرنا على فترات كثيرة من مجريات اللقاء، وكنّا قريبين من تسجيل أكثر من هدف".
وكانت فلسطين التي خاضت ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخها، افتتحت التسجيل عبر عدي الدباغ في الدقيقة 37، ليرد العنابي عبر قائده حسن الهيدوس في الدقيقة (45+6) وأكرم عفيف (49 من ركلة جزاء) بثنائية لتحقق قطر فوزها الرابع تواليًا في هذه النسخة، والـ11 تواليًا على مدى نسختين، علمًا أن "العنابي" فاز في جميع مبارياته في الإمارات عام 2019 في طريقه نحو إحراز باكورة ألقابه.
وأضاف دبوب في تصريحاته أمس: "أقدم الشكر للجماهير وللاعبين ولكل من ساندنا خلال هذه النسخة من البطولة القارية، كنا نأمل أن نستمر في إسعاد الشعب الفلسطيني بالتأهل للدور المُقبل، رغم الظروف الصعبة التي نعيشها، لكننا لم نستطع، ونعدهم ببذل مزيد من الجهد مستقبلًا".
عائلة البطاط في الضفة
وألقت وكالة "فرانس برس" الضوء على قائد منتخب فلسطين مصعب البطاط، نجم الفدائي، وابن الظاهرية في الضفة الغربية، التي تابع سكانها تألقه خلال البطولة.
واجتمعت أجيال عدّة على شرفة منزل في الظاهرية تحت مظلّة لتشجيع "الفدائي"، بينهم جدّة البطاط البالغة 80 عامًا رافعة يديها نحو السماء وهي تدعو لتحقيق فلسطين الفوز، رغم أن الأجواء في الضفة الغربية ليست احتفالية عادة، بحسب والدة البطاط هناء الحوارين التي شكت للوكالة نفسها "المداهمات الإسرائيلية اليومية".
بدوره، قال والد قائد منتخب "الفدائي"، خالد البطاط إن فخر مشاهدة نجله في كأس آسيا ممزوجة بالغضب.
وشق المنتخب الفلسطيني، الذي حظي بتعاطف واسع من جماهير المنتخبات العربية المشاركة بالبطولة، طريقه إلى الدور الثاني، بعد أن حل ثالثًا في المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط من ثلاث مباريات، بفارق 5 نقاط خلف إيران المتصدرة، وبفارق الأهداف خلف الإمارات، في حين بقي رصيد هونغ كونغ الصين خاليًا من النقاط.
وخسر الفدائي في المباراة الأولى أمام إيران 1-4، قبل أن يتعادل مع الإمارات 1-1، ثم فاز في الجولة الثالثة على هونغ كونغ 3-0.
"مستويات تليق بفلسطين"
وكتب الاتحاد الفلسطيني للعبة على موقعه الإلكتروني بعد المباراة: "انتهت حكاية الفدائي هنا، عند الدور ثمن النهائي من كأس آسيا قطر 2023، والتي صنع خلالها نجومنا الإنجاز، وقدموا مستويات تليق باسم فلسطين وشعبها الفدائي المقاوم، وكانوا عند حسن الظن بهم، رجالًا في الميدان، وعلى قدر التطلعات والآمال".
أما اللاعب عدي الدباغ، فلن ينسى مشاركته هذه، التي ترك فيها بصمة خاصة، بعد أن بات هداف "الفدائي" بكأس آسيا، عقب تسجيله 3 أهداف خلال البطولة.
كما أن اللاعب صاحب الـ25 عامًا، هو أول لاعب يسجل هدفًا لفلسطين في الدور الثاني من كأس آسيا، وهو الأول الذي سجل هدفين للـ"الفدائي" في مباراة واحدة في البطولة، وكان ذلك أمام منتخب هونغ كونغ.
وأمام الجماهير الغفيرة التي احتشدت لتحيي منتخب فلسطين ليلة أمس، في استاد البيت، ودع المؤثر والناشط الفلسطيني معتز عزايزة أبطال "الفدائي" الذين لوحوا بأياديهم له وللأطفال الجرحى من قطاع غزة، الذين يتلقون العلاج في قطر بعد إصابتهم خلال العدوان الإسرائيلي المستمر، بانتظار لم شمل جماعي على أرض فلسطين.