تمكن المنتخب الفلسطيني لكرة القدم من جذب الأنظار إليه، واحتل مساحة واسعة من حديث الناشطين الملمين باللعبة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في البلاد العربية، بعد تحقيقه إنجازًا تاريخيًا يوم أمس بالتأهل إلى الدور الثاني من بطولة كأس آسيا المقامة على أرض دولة قطر.
وتمكن "الفدائي" يوم أمس من تحقيق أول انتصاراته في تاريخ البطولة، بنتيجة 3-0 على هونغ كونغ، والتأهل للمرة الأولى إلى دور الـ16، بحلوله بالمركز الثالث بفارق الأهداف عن نظيره الإماراتي، حيث تقتضي قوانين البطولة بتأهل أفضل 4 منتخبات تحل في المركز الثالث ضمن المجموعات الست.
"كانوا أبطالًا"
وحصدت إيران العلامة الكاملة في هذه المجموعة بتسع نقاط، تليها الإمارات بأربع بفارق الأهداف عن فلسطين، التي أشعل لاعبوها الحماس في صفوف المشاهدين بستاد عبدالله بن خليفة في الدوحة مساء أمس، حيث بكى بعضهم تأثرًا بالفوز، وسط الأهازيج الفلكلورية الفلسطينية التي طبعت أجواء الملعب خلال المباراة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، هنأ مدرب "الفدائي" التونسي مكرم دبوب الشعب الفلسطيني بهذا الإنجاز، وقال عن لاعبيه: "كانوا أبطالًا في المباراة"، مضيفًا أن المباراة "كانت صعبة في بدايتها، ولكن بإصرارنا وعزيمتنا حققنا الفوز والتأهل".
واعتبر دبوب أن "كل شيء ممكن في الدور القادم، وثقتنا بأنفسنا كبيرة لتحقيق نتائج طيبة جديدة"، فيما أكد قائد المنتخب، مصعب البطاط، أن المشاركة الحالية هي "الأفضل لنا في كأس آسيا، وقد حققنا وعدنا للجماهير بالتأهل للدور الثاني"، مشيرًا إلى أن "الفدائي" سيستعد جيدًا للمباراة القادمة في دور الـ16.
وسجل لمنتخب فلسطين، عدي الدباغ هدفين في الدقيقتين (12 و60) وزيد القنبر في الدقيقة (48).
"من أجل غزة"
وعبّرت الجماهير الفلسطينية عن فرحتها بعد اللقاء، وقال أحد المشجعين في حديث إلى "العربي": "هذا المنتخب أبدع، فأمتع، فأقنع، شكرًا من القلب لكل لاعب وكل إداري، ولكل شخص ساهم في هذا الفوز والتأهل التاريخي رغم المعاناة والقصف، والحصار، فإن الشعب الفلسطيني ينهض دائمًا".
وكان لاعبو "الفدائي" قد أكدوا في تصريحات سابقة لـ"العربي"، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة سيكون دافعًا أكبر لهم للتأهل إلى مراتب متقدمة في بطولة كأس الأمم الآسيوية.
وقال اللاعب محمد صالح، الذي أجهش بالبكاء فرحًا يوم أمس، لـ"العربي" خلال تصريح سابق إنّ المنتخب يلعب من أجل الدم النازف بالعزّ في قطاع غزة، مؤكدًا أنّ اللاعبين سيقدّمون كل ما يملكون لـ"إفراح أهالي الشهداء وجبر خاطر الجرحى في قطاعنا الحبيب".
وعلقت مشجعة أمس بالقول: "أشعر بفخر شديد وامتنان بأنني فلسطينية"، فيما أضاف مشجع آخر خارج الاستاد: "هذا الفوز يساهم في إيصال صوتنا، نحن الفلسطينيين في الخارج، بأن هذا العلم سيبقى مرفوعًا".
وسيلتقي المنتخب الفلسطيني في الدور القادم، نظيره القطري صاحب الأرض والضيافة، وهي مباراة ستكون عربية خالصة، ومن المتوقع أن تكون حاشدة جماهيريًا.