دعا رئيس مجلس القيادة في اليمن رشاد العليمي جماعة الحوثي إلى تحكيم العقل والاستجابة لمساعي السلام، وعدم تغليب مصالح قادتها وداعميها على مصالح الشعب اليمني، وفق تعبيره.
واتهم العليمي اليوم الثلاثاء الحوثيين بالاستمرار في مسارهم الذي وصفه بـ"المدمر".
في المقابل، دعا رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي مهدي المشاط، من سماهم "الخصوم المحليين إلى التخلي عن الإستراتيجيات والممارسات العدائية والانتقال إلى أجواء السلام والحوار"، حسب تعبيره.
وطالب المشاط بالفتح الفوري للمطارات والموانئ والانخراط في إجراءات بناء الثقة في الجانبين الإنساني والاقتصادي، على حد قوله.
البحرين تعلن مقتل جنديين بهجوم للحوثيين
وتأتي هذه التصريحات، بعدما أعلنت البحرين مساء أمس الإثنين مقتل اثنين من قواتها المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، جراء "هجوم حوثي"، وفق بيان أصدرته القيادة العامة لـ"قوة دفاع البحرين".
من جانبها، قالت جماعة الحوثي اليوم الثلاثاء، إنّ خروقات قوات التحالف للهدنة لم تتوقف، وإنّ 12 جنديًا يمنيًا قتلوا خلال شهر واحد على الحدود السعودية، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وفي رده للوكالة عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل جنديين بحرينيين، اعتبر المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام أنّ انتهاكات الهدنة "أمر مؤسف".
وأضاف: "نشدد على أهمية الدخول في مرحلة السلام الجاد وصولًا إلى تثبيت الوضع العسكري بالكامل بحيث تتوقف الخروقات من جميع الأطراف وتتحقق متطلبات السلام الشامل والعادل".
ويأتي هذا الهجوم تزامنًا مع جهود سعودية لإحلال السلام في اليمن، حيث غادر وفد حوثي العاصمة الرياض في 19 سبتمبر/ أيلول الجاري، بعد محادثات استمرت خمسة أيام مع مسؤولين سعوديين، في أعقاب دعوة رسمية وجهتها المملكة بغية استكمال جهود مسار السلام في اليمن.
ردود فعل منددة
وفي سياق ردود الفعل، أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان "عن إدانة المملكة للهجوم الغادر الذي تعرضت له قوة دفاع مملكة البحرين المرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة، والذي أسفر عنه استشهاد عدد من جنودها البواسل وإصابة آخرين".
كذلك، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومقرها في جدة، "الهجوم الحوثي بطائرات مسيّرة".
وأكد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه أنّ "مثل هذه الأعمال الاستفزازية لا تنسجم مع الجهود الإيجابية المبذولة لإنهاء الأزمة في اليمن".
كما أدانت الإمارات والأردن، واليمن، ومجلس التعاون الخليجي الهجوم، وقدموا التعازي للبحرين، وفق بيانات رسمية منفصلة.
بدوره، قال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف: إن "مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعيًا لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل".
"عمل إرهابي واستفزازي"
وتعليقًا على هذه التطورات، يرى الخبير الإستراتيجي ورئيس منتدى "الخبرة" السعودي أحمد حسن الشهري أن ما وصفه بـ"العمل الاستفزازي والإرهابي" من قبل الحوثيين لا يتناسب مع المساعي السلمية التي تقوم بها الرياض لإخراج اليمن من أزمته، حسب تعبيره.
وفي حديث لـ"العربي" من الرياض، يضيف الشهري أن هذا الهجوم يدل على أن جماعة الحوثي "لا تتقيد بالأنظمة ولا بالقوانين الدولية ولا بالأعراف ولا تجيد لغة السلام التي فرضت منذ فترة طويلة بجهود المملكة العربية السعودية وبوساطة عمانية".
ويعرب عن اعتقاده أن التحالف احتفظ بحق الرد لتأديب ما وصفها بالعصابة، وأن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية قد أدانت مثل هذا التصرفات، حسب قوله.
ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين المسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ 2014.
ومنذ مدة، تتكثف مساع إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت تبادل زيارات للرياض وصنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ والأممي هانس غروندبرغ.