بدأت الكويت إعادة تدوير أكثر من 42 مليونًا من إطارات السيارات الخردة، تراكمت في الصحراء على مدى 17 عامًا مكونة إحدى أكبر مقابر الإطارات المستعملة في العالم.
وظل هذا الموقع في منطقة ارحية، على بعد نحو 35 كيلومترًا من الكويت العاصمة ونحو سبعة كيلومترات فقط من المناطق السكنية، مصدر إزعاج للسكان بسبب الحرائق المتتالية التي كانت تندلع بين الحين والآخر في هذا الكم الضخم من الإطارات مسببة سحبًا من الدخان الأسود الضار بالبيئة والسكان.
وأعلنت الهيئة العامة للبيئة أنها أتمت عملية نقل جميع الإطارات من منطقة ارحية إلى منطقة السالمي بالقرب من الحدود مع السعودية، خلال ستة أشهر من خلال شركات يقودها مبادرون، حيث بدأت جهود إعادة التدوير، من دون أي تكلفة على الحكومة.
#الكويت تحوّل “أكبر مقبرة إطارات” في العالم إلى مدينة سكنية جديدة pic.twitter.com/mOz6yLgHxf
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 4, 2021
وترغب الحكومة في بناء مشروع سكني يضم نحو 25 ألف منزل في المنطقة بعد أن تحررت من مشكلة الإطارات التي كانت أكبر عقبة تواجه المشروع.
وفي مصنع لإعادة التدوير تديره شركة ابيسكو العالمية للتجارة العامة في منطقة السالمي، يقوم العمال بفرز الإطارات الخردة وتقطيعها لإنتاج منتجات مختلفة منها ما يستخدم كوقود لمصانع الإسمنت ومنها مواد يتم ضغطها لصناعة بلاط الأرضيات المطاطي الملون والعشب الصناعي ويستخدم بعضها حتى في مناطق لعب الأطفال.
مواد ذات ألوان زاهية
وقالت المهندسة آلاء حسن الشريك والمدير التنفيذي لشركة ابيسكو إن الهدف من المصنع "هو المحافظة على البيئة والتخلص من النفايات بشكل جذري، باستخدام هذه الإطارات كمواد أولية، لإنتاج مواد جميلة ذات ألوان زاهية يمكن استخدامها أيضا في الجانب الجمالي وليس الصناعي فقط".
وأوضحت أن الشركة تقوم بتصدير منتجات المصنع إلى دول الخليج المجاورة وكذلك الى السوق الآسيوية، بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي.
ويمكن للمصنع الذي بدأ العمل في يناير/ كانون الثاني 2021، إعادة تدوير نحو ثلاثة ملايين إطار سنويًا، كطاقة تشغيلية قصوى.
والإطارات الخردة مشكلة بيئية كبيرة في جميع أنحاء العالم، بسبب الأعداد الكبيرة لهذه الإطارات والمواد الكيميائية الداخلة في تركيبها والحرائق التي يمكن أن تنجم عن تراكمها.
الانحلال الحراري
وبلغ عدد المركبات في الكويت، الغنية بالنفط والعضو بمنظمة أوبك البالغ عدد سكانها نحو 4.5 مليون نسمة، حوالي 2.4 مليون مركبة في 2019، طبقًا لآخر أرقام نشرتها الإدارة العامة للإحصاء، ارتفاعًا من 1.5 مليون في 2010.
ولا يوجد مدى زمني محدد لإعادة تدوير هذه الإطارات، لكن السلطات البيئية ترغب في التخلص منها بأسرع وقت ممكن.
وقال حمود المري المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة مجموعة الخير القابضة إن شركته نقلت أكثر من 50% من الإطارات من منطقة ارحية إلى السالمي في شاحنات وصل عددها أحيانًا إلى 500 يوميًا، مشيرًا إلى أن الشركة سوف تنقل للكويت تكنولوجيا تسمى الانحلال الحراري التي يتم من خلالها حرق الإطارات وتحويلها إلى مواد أولية.
وينتج الانحلال الحراري نوعًا من الزيت يمكن بيعه للاستخدام في الأفران الصناعية مثل مصانع الإسمنت، وكذلك الرماد المعروف باسم الكربون الأسود الذي يمكن استخدامه في مختلف الصناعات.
وقال المري: "عندما يتم تحويل النفايات إلى طاقة لا شك في أن هذه فائدة. إنها مواد مهملة يتم إعادة استخدامها ووضع قيمة لها".