يُنتج العالم سنويًا ما يُقدّر بـ2.1 مليار طن من النفايات، وبحسب تقريرٍ لمركز دراسات المخاطر، فإن 16% منها فقط يُعاد تدويرها.
وتشير تقارير حديثة إلى أن النفايات تهدد البيئة والإنسان، فيما تعتبرها أخرى ثروة العالم القادمة في حال تم استغلالها جيدًا وتمت إعادة تدويرها.
ويشرح المتخصص في علاج النفايات والطاقة المتجددة الدكتور جان أشقر في مداخلة له ضمن برنامج "صباح النور" عبر التلفزيون العربي، أن إعادة تدوير النفايات هي بكل بساطة عبارة عن جمع مواد مستخدمة، وإعادة تحويلها إلى مواد خام، ثم إعادة إنتاجها لتصبح مواد قابلة للاستهلاك مجدّدًا.
إعادة استخدام أم إعادة تدوير؟
يؤكد الدكتور جان أشقر أن الأفضل من إعادة التدوير هو إعادة الاستخدام، كون إعادة التدوير تتطلّب تكلفات عالية لإدارة المعامل في حين أن إعادة الاستخدام لا تكلّف شيئًا.
وشدّد أشقر على ضرورة الحّد من كمية النفايات، ثم إعادة استخدامها، وعندما لا يعود بمقدور الناس إعادة استخدامها تتم إعادة تدويرها.
أزمة عالمية أم حل؟
يشير الأشقر إلى أن النفايات تسبب أزمة عالمية نتيجة زيادة عدد سكان الأرض؛ ما يعني إنتاجًا أكبر للنفايات، واستنزافًا للموارد الطبيعة.
لذلك وفي حال تغيّب الإدارة السليمة، ستسبب النفايات تلوثًا على جميع الأصعدة، وزيادة في الاحتباس الحراري، والتغيير المناخي مع ما يرافقها من أمراض تصيب الإنسان والحيونات.
وفي المقلب الآخر، يؤكّد الأشقر أن إدارة النفايات بشكل سليم قد تكون حلًا للعديد من العقبات التي تواجه برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كونها قد تساهم في ما يلي:
- إنهاء الجوع، وتأمين فرص عمل جديدة. - الحد من التلوث. - تأمين مياه سليمة.
إعادة التدوير عملية فردية أم جماعية؟
عملية التدوير تهدف إلى استخدام المواد الأولية التي نمتلكها كي لا نستهلكها من الطبيعة بشكل مفرط؛ لذلك تساعد عملية إعادة التدوير بشكل مباشر في الحفاظ على المواد الأولية كالأشجار، ومنع انبعاث الملوثات، والحد من طمر النفايات.
وتبدأ هذه الحلقة بحسب الأشقر من المواطن، الذي يجيب أن يتمتّع بحس المواطنة البيئية، وإطلاق مبادرات فردية كفرز النفايات في المنازل قبل إرسالها إلى مراكز إعادة التدوير.
ومن الضروري استكمال المبادرات الفردية بمساعدة من قبل الدولة، عبر إعادة الفرز، وسنّ قوانين، ووضع الخطط المستدامة للنفايات، وتثبيت عملية إعادة التدوير على أنها بند أساسي فيها.
البلاستيك
يشكّل البلاستيك تحديًا عالميًا بسبب خطورة هذه المادة الكبيرة وصعوبة تدويرها، لذا ينتهي بها المطاف في المحيطات والمياه المُعدّة للاستهلاك، وتتطلّب آلاف السنين لتتحلّل.
كورونا والنفايات الطبية
أصبحت النفايات الطبية عقبة كبيرة مؤخرًا؛ لأنها تساهم بنقل الأمراض والعدوى، لا سيّما مع انتشار فيروس كورونا، لذلك، وبحسب الأشقر، وجب فرز النفايات في المستشفيات، وتحديد كيفية جمعها والتخلص ومنها، وبعد فرزها يجب وضعها في أكياس خاصة تشير إلى خطورتها.
أما طرق المعالجة، فأبرزها الحرق على حرارة مرتفعة جدًا مع المحافظة على المعايير البيئية، ووضع الفلاتر المُناسبة، كما التعقيم من خلال البُخار المشبّع الذي يقضي على الفيروسات، أو من خلال المعالجة الكيميائية.
كما وضع التطور العلمي طريقة حديثة في متناول المختصين، وهي تكنولوجيا البلازما التي تعمل على تذويب النفايات بطريقة آمنة.