يلقي تصاعد العنف في غزة بظلاله الثقيلة على الأطفال، حيث يجعل حياتهم على المحك مع سقوط كل قذيفة أو صاروخ على الأحياء السكنية في القطاع المحاصر منذ سنوات.
ومع عودة الاتصالات تدريجيًا إلى القطاع بعد أن قطعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين، بدأت صور المآسي التي يواجهها أطفال غزة تتكشف أكثر.
حمل ابنه الشهيد مرددًا "بعوض الله"
وتداول النشطاء مقطع فيديو، يظهر فيه أب مكلوم يحمل جثة طفله الصغير المضرج بالدماء ويمشي سريعًا برفقة الأهل والجيران ليواري ابنه الشهيد الثرى مرددًا: "بعوض الله".
وحظيت هذه اللقطات بتعاطف شديد من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بقوة الأب الذي بقي متماسكًا وثابتًا وهو يحمل جثة صغيره رغم هول الكارثة التي حلت به.
وفي معرض تعليقه على المشهد المأساوي كتب أحمد علي على فيسبوك: "فتحت الأندلس بـ 12 ألف جندي فقط، وعندما سقطت كان في قرطبة لوحدها مليون مسلم".
وتابع: "الفكرة في نوعية الرجال، وليس في عددهم".
أما بسام حميد فكتب: "ما كنا نقرأه عن عصر الصحابة، نجده ممثلًا اليوم أمام أعيننا".
وتعجب مؤمن علي المنياوي من الصبر الهائل الذي يتمتع به الفلسطينيون، وقال: "أنتم شعب لديه صبر، ثبتكم الله ونصركم الله".
طفلة تهزم مسعفًا
وفي مشهد آخر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو لمسعف يحتضن طفلة رضيعة داخل سيارة إسعاف ويحاول تهدئتها، لكنه فجأة يجهش بالبكاء وكأنه استعاد في ذاكرته منظر انتشالها من تحت الأنقاض.
فهز حزن هذا المسعف وتأثره مواقع التواصل الاجتماعي، ليعلق حساب اسمه جعفا كاتبًا: "أوقفوا الإبادة الجماعية وصلوا من أجل فلسطين".
بدوره، كتب الناشط "داكسي": "هذه الوحشية مقيتة ويجب فضحها. يجب أن نقف متحدين ضد هذه الأعمال اللاإنسانية وندافع عن العدالة".
أما حساب "راديكال سكولار" فناشد أن يعلو الدعاء لفلسطين وكتب: "نرسل لكم أدعيتنا وصلواتنا".