بغداد مستعدة للتوسط بين موسكو وكييف.. أوكرانيا: روسيا تريد الحرب
في أول زيارة لمسؤول أوكراني إلى العراق منذ اندلاع الحرب مع روسيا، عقد وزير الخارجية دميترو كوليبا مباحثات مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد، تناولت ملفات العلاقات الثنائية والدولية وتطورات الحرب ومساعي إيقافها.
وجاءت زيارة كوليبا بعد 7 أيام من اتصال هاتفي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعقبته تقارير تحدثت عن طلب للوساطة أو مبادرة عراقية بين أوكرانيا وروسيا، الأمر الذي نفاه وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك.
تشكيك أوكراني بنجاح فرص السلام
ورغم ذلك فقد أعلن وزير الخارجية العراقي استعداد بغداد للتوسّط لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ الوزير الضيف شكّك بفرص نجاح جهود السلام في الوقت الحالي.
وقال حسين: إنّ "هذه الزيارة مهمّة لمستقبل العلاقة بين العراق وأوكرانيا، وأيضًا للدور العراقي المستقبلي في مساعدة أوكرانيا وروسيا".
وهذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أوكراني إلى العراق منذ 11 عامًا، وتأتي في أعقاب زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بغداد في فبراير/ شباط الماضي.
وتحاول أوكرانيا التي تتمتع بدعم من شركائها الغربيين منذ أشهر، تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع دول في إفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.
وأوضح حسين أنّ بلاده مستعدّة "لمساعدة الطرفين على الوصول أولاً إلى وقف لإطلاق النار، وثانيًا بدء المباحثات"، وذلك في إطار مجموعة الاتصال التابعة للجامعة العربية التي يشارك العراق فيها منذ عام.
"روسيا تريد الحرب"
لكنّ وزير الخارجية الأوكراني استبعد نجاح أيّ مبادرة للوساطة في الوقت الحالي.
وقال كوليبا: "لا يمكنك القول إنك تؤيد السلام بينما تحاول غزو مزيد من الأراضي وارتكاب المزيد من الفظائع وتدمير القرى والبلدات"، في إشارة إلى الهجوم الروسي المتواصل على بلاده منذ فبراير 2022.
وأضاف: "أيًّا كان ما يقوله المسؤولون الروس، فإنّ روسيا اليوم تريد الحرب. الوصول إلى جهود السلام سيستغرق وقتًا".
وأكّد كوليبا أنّ "روسيا يجب أن تقبل شيئًا بسيطًا للغاية: أوقفوا الحرب وانسحبوا من الأراضي الأوكرانية. وهذا سيخلق مساحة للدبلوماسية"، مشيرًا إلى أنّ "استعادة وحدة أراضي أوكرانيا" تمثّل "حجر الزاوية" لأيّ جهد لإحلال السلام.
من جانبه، قال وزير الخارجية العراقي: "نؤكد مرارًا وتكرارًا أننا ضد الحرب ونؤمن بالحوار والمفاوضات. لكنّ الحوار والمفاوضات تحتاج الى طرفين. حينما يصل الطرفان إلى قناعة بأنه من الضروري البدء بالحوار، ستكون بغداد في خدمة الطرفين".
ويأتي العرض العراقي بعد أن أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأحد أنه ناقش مبادرة وساطة مشتركة مع الصين والإمارات العربية المتحدة، متّهمًا الولايات المتحدة وأوروبا بإطالة أمد النزاع.