الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بفضل تلسكوب جيمس ويب.. الناسا تفتح الباب لسباق تاريخي بصور جديدة للكون

بفضل تلسكوب جيمس ويب.. الناسا تفتح الباب لسباق تاريخي بصور جديدة للكون

شارك القصة

نافذة من "العربي" تلقي الضوء على إنجاز ناسا الجديد (الصورة: ناسا)
تابعت الناسا عرض الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب العملاق، بعد الصورة التي كشف الرئيس الأميركي جو بايدن النقاب عنها، وهي تعد أوضح صور التقطت للكون.

نفذت إدارة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" وعدها كاشفة، النقاب يوم أمس الثلاثاء، عن تطور كوني عبر مليارات السنين من خلال عرض أول مجموعة صور التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لها.

وكانت ناسا قد أعلنت خلال مؤتمر صحافي في 30 يونيو/ حزيران أن تلسكوب جيمس ويب سيصدر أول صور ملونة عالية الدقة له يوم 12 يوليو/ تموز. و"ويب" هو أكبر وأقوى مرصد فضائي على الإطلاق، وقالت أمس إن الصور المضيئة أظهرت أن التلسكوب يفوق التوقعات.

وأشادت ناسا بأول صور ملونة بالكامل وعالية الدقة التقطها التلسكوب، الذي يهدف لعرض لمحة هي الأكثر تفصيلًا على الإطلاق للكون في طوره الأول، باعتبارها علامة فارقة تمثل حقبة جديدة من الاستكشافات الفلكية.

"أجندة استكشاف الكون"

وأظهرت الصور أيضًا سحابتين هائلتين من الغاز والغبار اندفعتا في الفضاء بسبب انفجارات نجمية لتشكلا حاضنات لنجوم جديدة، وهي سديم كارينا والسديم الدائري الجنوبي، وكل منهما على بعد آلاف السنين الضوئية من الأرض.

وجرى بناء التلسكوب على مدى ما يقرب من عقدين من الزمن بموجب عقد أبرمته ناسا مع شركة نورثروب جرومان العملاقة في مجال الفضاء بتكلفة بلغت تسعة مليارات دولار، وجرى إطلاقه في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2021، ليصل بعد شهر إلى وجهته في مدار شمسي على بعد حوالي مليون ميل من الأرض.

وبعد قضاء عدة أشهر في ضبط مرايا وإعدادت التلسكوب ويب عن بعد، سيشرع العلماء في وضع أجندة مختارة لاستشكاف تطور المجرات، ودورة حياة النجوم والأغلفة الجوية للكواكب البعيدة، وأقمار نظامنا الشمسي الخارجي.

واختارت ناسا الصور الأولى، التي استغرق استخراجها من بيانات التلسكوب الخام أسابيع، لإظهار قدرات ويب والتنبؤ بالمهام العلمية المقبلة.

الصورة الأولى الأبرز، التي عاينها الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الإثنين، وعُرضت وسط هالة أكبر اليوم الثلاثاء، تظهر "مجالًا عميقًا" لسلسلة مجرات بعيدة، تعرف باسم سماكس 0723، وتكشف عن أكثر لمحة تفصيلية عن فجر الكون تم تسجيلها حتى الآن.

وقالت ناسا إن مجرة ​​واحدة على الأقل تم قياسها من بين آلاف المجرات الموجودة في الصورة عمرها يعادل حوالي 95% من عمر الانفجار الكبير، وهو الشرارة النظرية التي أطلقت عملية توسع الكون المعروف قبل نحو 13.8 مليار سنة.

تلسكوب جيمس ويب و"خماسية ستيفان"

وتضمنت المجموعة أيضًا صورًا جديدة لعنقود مجرات آخر يعرف باسم خماسية ستيفان، والذي تم اكتشافه لأول مرة عام 1877، ويشمل العديد من المجرات التي وصفتها ناسا بأنها "محبوسة في رقصة كونية من لقاءات متقاربة متكررة".

وعلاوة على الصور، عرضت ناسا أول تحليل طيفي للتلسكوب ويب لكوكب خارجي بحجم كوكب المشتري يبعد بأكثر من 1100 سنة ضوئية، كاشفة عن التوقيعات الجزيئية للضوء المرشح الذي يمر عبر غلافه الجوي، بما في ذلك وجود بخار الماء.

وأثار العلماء إمكانية اكتشاف المياه في نهاية المطاف على سطح كواكب صخرية أصغر حجمًا شبيهة بالأرض خارج المجموعة الشمسية في المستقبل.

وتلسكوب ويب هو ثمرة تعاون دولي تقوده وكالة ناسا بالشراكة مع وكالات الفضاء الأوروبية والكندية.

واعتبر الرئيس بايدن أمس أن مناسبة عرض الصور التي تعرضها ناسا تمثل يومًا تاريخيًا، فيما كان رئيس ناسا بيل نيلسون قد اعتبر في وقت سابق أن ذلك يعد تقدمًا علميًا لم تره البشرية من قبل.

وأضاف بايدن: "إنها نافذة جديدة على تاريخ الكون الذي نعيش فيه، وسنحصل اليوم على لمحة لأول ضوء يسطع من تلك النافذة: ضوء من عوالم أخرى، نجوم تسبح في أفلاك بعيدة جدًا عن عالمنا. إنه أمر مذهل بالنسبة لي".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات