يتصاعد التوتر بين واشنطن وبكين وتتهم الأخيرة بمحاولة تطويع مسؤولين أميركيين لانتهاج سياسة أميركية تخدم مصالحها. وقد حذر المركز الوطني للأمن ومكافحة التجسس الأميركي المسؤولين في الولايات والمحليات من أن الصين تكثف عمليات فرض النفوذ بهدف التلاعب بهم للضغط على الحكومة الاتحادية لانتهاج سياسات تخدم مصالح بكين.
وقال المركز في نشرة أرسلت للمسؤولين الأربعاء: "إن الصين تدرك أن زعماء الولايات والزعماء المحليين الأميركيين يتمتعون بدرجة من الاستقلالية عن واشنطن وقد تسعى إلى استغلالهم للعمل بالوكالة للترويج لسياسات أميركية تريدها بكين".
ويأتي التحذير وسط توتر حاد بين واشنطن وبكين بشأن عدة قضايا، من مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان وسجل حقوق الإنسان في الصين إلى أنشطة بكين العسكرية في بحر الصين الجنوبي وعمليات تجسس مزعومة على الولايات المتحدة.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان رفض اليوم الخميس هذا الاتهام، وقال: "إن التعاون بين الطرفين في العلن تمامًا".
وأضاف في إفادة صحافية في بكين: "لدينا قول مأثور في الصين وهو.. من أضاع فأسه يتهم جاره بسرقته"، معتبرًا أن ذلك يصف أسلوب التفكير الأميركي المليء بأفكار الحرب الباردة والانحياز الفكري".
وتعتبر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الصين منافسًا إستراتيجيًا لكنها تقول إنها عازمة على تجنب الصراع وتريد من بكين الالتزام بقواعد وقرارات المؤسسات الدولية في ما يخص السلام والأمن.
وسيعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعًا نادرًا من نوعه مع نظيره الصيني وانغ يي على هامش مؤتمر إقليمي في بالي هذا الأسبوع.
وسيلتقي وانغ وبلينكن اللذان اجتمعا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على هامش اجتماع وزاري لمجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، بحسب وزارة الخارجية الأميركية، فيما يتصاعد التوتر حول عدد من القضايا من بينها تايوان الذي تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عنها في حال غزت الصين هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.
ويأتي اجتماع بلينكن ونظيره الصيني فيما يبدي الرئيس الأميركي تفاؤلًا إزاء محادثات جديدة في الأسابيع القادمة مع نظيره الصيني شي جينبينغ.