يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مساء اليوم الإثنين إلى إسرائيل، في زيارة تستغرق يومين يجتمع خلالها بمجلس الحرب التابع لحكومة الاحتلال، قبل أن يتوجه إلى رام الله بالضفة الغربية.
وهذه هي الجولة الرابعة لبلينكن في المنطقة منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، وتصاعد التوترات على الحدود اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله".
برنامج زيارة بلينكن
وبحسب برنامج الزيارة، يستهلّ وزير الخارجية الأميركي اجتماعاته في تل أبيب يوم غد الثلاثاء بلقاء مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ثم يلتقي نظيره يسرائيل كاتس قبل أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بعدها، يجتمع بلينكن مجددًا مع المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بمقر وزارة الدفاع، قبل أن يعقد اجتماعات منفصلة مع وزير الدفاع يوآف غالانت ثم الوزير بالمجلس الحربي بيني غانتس.
وسبق لبلينكن أن شارك أكثر من مرة في اجتماعات المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي، خلال زياراته في الأشهر الثلاث الماضية.
وصباح الأربعاء، يلتقي بلينكن مع زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، قبل أن يتوجه ظهر اليوم ذاته إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
بعدها، يعود بلينكن إلى تل أبيب، قبل مغادرته إلى المحطة التالية في جولته وهي العاصمة المصرية القاهرة.
وكان بلينكن قد استهل جولته إلى المنطقة يوم الجمعة الفائت بزيارة تركيا، ثم توجّه إلى اليونان، والأردن، وقطر، والإمارات والسعودية.
ماذا ستعرض إسرائيل على بلينكن؟
ومن تل أبيب يشير مراسل "العربي" أحمد دراوشة، إلى أنه على الرغم من الاجتماع المرتقب بين وزير الخارجية الأميركي ومجلس الحرب وكبار المسؤولين الإسرائيليين، إلا أن تل أبيب لا تملك حتى اللحظة أي إستراتيجية لعرضها على بلينكن عن الفترة المقبلة.
ويوضح دراوشة في هذا الصدد، أن وزير الأمن يوآف غالانت سرّب الأسبوع الماضي رؤيته لـ"اليوم التالي للحرب" على غزة أو ما يعرف أيضًا في حروبٍ أخرى بـ"إستراتيجية الخروج".
وتحدّث الوزير الإسرائيلي فيها عن مربع مدني يحكم القطاع مكون من الاحتلال الإسرائيلي ومصر والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، بالإضافة إلى جهات محلية فلسطينية تتولى حكم غزة.
إلا أن هذا المقترح وفق مراسلنا لا يحظى بموافقة داخل مجلس الحرب الإسرائيلي ولا في الكابينت الأمني والسياسي. ويشرح دراوشة أن إسرائيل "منقسمة بشكل كبير جدًا حول هذا الملف.. فهناك داخل الحكومة والكابينت من يطالب باحتلال قطاع غزة بشكل كامل وإعادة بناء المستوطنات هناك.. وهو ما تعارضه الإدارة الأميركية".
ويتابع مراسل "العربي": "من غير الواضح ما الذي ستقدمه الحكومة الإسرائيلية أو مجلس الحرب لوزير الخارجية الأميركي، الذي يبدو أنه لن يناقش قضايا كبرى أو اليوم التالي من الحرب.. فالنقاش بين الطرفين بدأ يتراجع بشكل كبير إلى أمور عينية".
كذلك، يلفت دراوشة إلى أن بلينكن يهدف إلى التركيز على عدم توسيع جبهة لبنان وإعادة النازحين الفلسطينيين من جنوبي القطاع إلى شماله، وربما إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى مواقع شمالي غزة.
وفي السياق، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أفاد في بيان قبيل الجولة، بأن زيارة بلينكن "ستتناول سبل حماية المدنيين في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع، وضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة بشكل قسري".
وبحسب ميلر، يناقش بلينكن أيضًا "آليات وقف العنف وتهدئة الخطابات والتخفيف من التوترات الإقليمية، بما في ذلك ردع هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، وتجنب التصعيد في لبنان".
هذا إضافة إلى تهيئة الظروف للسلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، وصولًا لإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وفق متحدث الخارجية.
