يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مصر اليوم الثلاثاء، لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا الإطار، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ زيارة بلينكن إلى مصر لا إلى إسرائيل "مؤشر على اختراق وشيك خلال الأسابيع المقبلة" بشأن محور صلاح الدين، وسط حديث أميركي عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار بغزة.
يأتي ذلك في وقت دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "العقاب الجماعي للفلسطينيين" في قطاع غزة.
ومنذ أشهر، تتوسّط قطر ومصر بمشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" لوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل.
والعقبتان الأكبر حاليًا هما تمسّك إسرائيل بإبقاء قواتها في محور صلاح الدين لضمان منطقة عازلة بين غزة ومصر، إلى جانب تفاصيل تتعلّق بتبادل الأسرى.
بلينكن في مصر
وقالت الخارجية الأميركية في بيان، إنّ بلينكن سيناقش في مصر الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق "يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن، ويُخفّف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويُساعد في إرساء الأمن الإقليمي بشكل أوسع".
ومنذ أسابيع، يتردّد الحديث عن مقترح أميركي جديد لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذا الإطار، أوضح ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس الإثنين، أنّ واشنطن تعمل مع الوسطاء دولة قطر ومصر، على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي".
وقال: "ليس لدي جدول زمني، سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذ المقترح".
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله، إنّ الاختراق "قد يحدث خلال الأسابيع المقبلة"، بينما أبدى مسؤول إسرائيلي للصحيفة تفاؤله بأنّ الاختراق "سيحدث ولكن ليس في أي وقت قريب".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول في المنطقة قوله إنّ زيارة بلينكن العاشرة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تأتي "لطمأنة إسرائيل بشأن عدم قدرة حماس على تهريب أسلحة عبر محور صلاح الدين".
غوتيريش يدين "العقاب الجماعي للفلسطينيين" في غزة
من جهته، شدّد غوتيريش في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس الإثنين، على أنّ "لا شيء يُبرّر العقاب الجماعي" الإسرائيلي بحقّ سكان قطاع غزة الذين يعانون على نحو "لا يمكن تصوّره".
ووجّه الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات حادة للطريقة التي تُدير بها إسرائيل حربها المدمّرة على قطاع غزة منذ 12 شهرًا.
وقال غوتيريش: "هذا أمر لا يمكن تصوّره: مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا" عام 2017.
وفي معرض وصفه لما يشهده القطاع المحاصر من شهادء ودمار وجوع وأمراض، أشار إلى أنّ "الحقيقة هي أنّ لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة".
وأكد غوتيريش أنّ "المساءلة ضرورية" في ما يتّصل بالقتلى المدنيين، مشيرًا إلى "انتهاكات واسعة النطاق" ارتكبتها كل من إسرائيل و"حماس".
وإذ وصف المحادثات حول صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بأنّها "لا نهاية لها"، أعرب غوتيريش عن اعتقاده بأنّه سيكون من "الصعب جدًا" التوصّل إلى تسوية، لكنّه في الوقت نفسه أشار إلى أنّه لا زال متفائلًا.
وعن احتمال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد اعتبارًا من الأحد، قال غوتيريش:"من المحتمل جدًا ألا يُعقد الاجتماع".
وإذ قلّل من أهمية حدوث الاجتماع من عدمه، قال: "المهم هو ما يحدث على الأرض. المهم هو معاناة الناس؛ المهم هو الإنكار المستمر لحل الدولتين وتقويض حل الدولتين من خلال تدابير مختلفة تطبّق على الأرض".
وأوضح غوتيريش أنّه "مع قضم الأراضي، والإخلاءات، ومع المستوطنات الجديدة التي يتم بناؤها، وكل ذلك على نحو غير شرعي وفي سياق احتلال هو الآن، وفقًا لرأي محكمة العدل الدولية، بحدّ ذاته أيضًا غير شرعي".