تتزايد المخاوف من فيضانات قد تشهدها غزة مع اقتراب فصل الشتاء، بالإضافة إلى فيضان مياه الصرف الصحي.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتأتي هذه المخاوف، بسبب تدمير الجيش الإسرائيلي للشوارع والبنى التحتية ما سيؤدي لتجمع مياه الأمطار، وفيضان برك تجميع المياه واختلاطها بالمياه العادمة.
وكانت البلديات في قطاع غزة قد حذرت من كارثة صحية وبيئية نتيجة تعطل مضخات المياه وخطوط نقل مياه الأمطار، وانعكاس ذلك على صحة الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار، أشار مدير الإمداد في الدفاع المدني الفلسطيني محمد المغير، إلى أن هناك العديد من المناطق في غزة تعتبر "ساخنة"، حيث تشهد فيضانات في فصل الشتاء، حسب الخرائط الجغرافية للبيئة في القطاع غزة.
إسرائيل تدمر 90% من البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من غزة، أضاف المغير أن هناك ما يزيد عن ألفي نقطة ساخنة في غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 90% من البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار، مما يجعلها عرضة لتداعيات المنخفضات.
ورجح تعرض العديد من الفلسطينيين الذي يقطنون في مناطق منخفضة للخطر، مشيرًا إلى أن المنطقة التي يدعي الاحتلال بأنها "إنسانية" بحاجة ماسة إلى أن يتم توسيعها ووضع المواطنين في مناطق أكثر أمنًا.
وكانت بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، دعت في وقت سابق من الشهر الجاري، النازحين في محيط وادي السلقا الذي يمر من شرق إلى غربي المدينة، إلى إخلاء المنطقة تحسبًا لخطر الغرق خلال فصل الشتاء المقبل.
ولتجميع مياه الأمطار تعمل إسرائيل كل شتاء على فتح سدود محاذية لوادي "السلقا" من جهة الشرق الأمر الذي يؤدي إلى غرق المناطق على جانبي الوادي الضيق الذي يمر من شرق إلى غرب مدينة دير البلح وصولًا لشاطئ البحر.
خسائر كبيرة لأهالي غزة
كما أن غزارة الأمطار وعدم وجود بنية تحتية متينة في قطاع غزة يتسببان بفيضانات في تلك المناطق، وقد شهدت السنوات الماضية حالات غرق تسببت بخسائر كبيرة للأهالي.
ووادي "السلقا" منطقة زراعية لجأ إليها السكان بعد قصف القوات الإسرائيلية منازلهم خلال الحرب على قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادًا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم للجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خيامًا في الشوارع والأراضي الزراعية والمدارس، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي السكان.