أعلنت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، فجر اليوم الجمعة، إصابة سفينة تجارية بطائرة مسيّرة على بعد نحو 58 ميلًا بحريًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الحديدة اليمينة، في وقت تعرضت فيه ناقلة للنفط الخام لهجوم مزدوج قبالة سواحل اليمن.
وقالت الشركة البريطانية إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار مادية في هجوم الطائرة المسيّرة، حيث تشن جماعة الحوثي عمليات في البحر الأحمر وخليج عدن لمنع وصول السفن التجارية من وإلى إسرائيل.
هجوم مزدوج على ناقلة نفط
في غضون ذلك، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الخميس: إن ربان ناقلة للنفط الخام تدعى "دلتا بلو" أبلغ عن تعرضها لهجوم مزدوج قبالة سواحل اليمن.
ووفقًا لهيئة عمليات التجارة البحرية فقد وقع الهجوم الأول بزورقين صغيرين أطلقا قذيفة صاروخية انفجرت قرب الناقلة على بعد 45 ميلًا بحريًا جنوبي ميناء المخا اليمني.
وأضافت الهيئة أن صاروخًا آخر انفجر بعد ساعات على مقربة من الناقلة. وقالت الهيئة إن الناقلة، التي ترفع علم ليبيريا، وطاقمها بخير وإنها تبحر نحو ميناء الرسو التالي. ووفقًا لبيانات مجموعة بورصات لندن، تُدير الناقلة شركة "دلتا تانكرز" ومقرها أثينا.
وكان على متن كل زورق من الزورقين المطليين باللونيين الأبيض والأسود أربعة أشخاص. وكانوا جميعًا يرتدون معاطف واقية من المطر باللونين الأبيض والأصفر، حسبما ورد في تقرير الهيئة.
"الرد قادم"
وجاءت هذه الهجمات الجديدة، في وقت أكد فيه زعيم أنصار الله الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمة أن "الرد الحتمي" على الغارة الدموية الإسرائيلية التي استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة في غرب البلاد "آت".
وفي 20 يوليو/ تموز الماضي، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء الحديدة، غداة تبنّي جماعة الحوثي هجومًا بمسيّرة مفخّخة أطلق عليها اسم "يافا"، حيث أوقع الهجوم قتيلًا في تل أبيب. وكانت تلك المرة الأولى التي تتبنى فيها إسرائيل هجومًا على اليمن.
وجاء الخطاب الأسبوعي لزعيم أنصار الله في ظل تصاعد التوتر إثر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، بعد ساعات من اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بغارة إسرائيلية على مبنى سكني في ضاحية بيروت الجنوبية.
ووجهت إيران اتهامًا مباشرًا لإسرائيل بالوقوف وراء اغتيال هنية، وتوعّدت برد "مكلف".
استهداف 177 سفينة
وإذ اعتبر الحوثي أن المعركة مع إسرائيل "في ذروتها"، أكد أن الرد المتأخر من جانب الحوثيين وحلفاء إيران الإقليميين على التصعيد الإسرائيلي "هو مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون الرد مؤثرًا"، وفق قوله.
وأضاف: "قرار الرد هو قرار من الجميع، على مستوى المحور بكله، وعلى مستوى كل جبهة بحد ذاتها".
والحوثيون يشنون عمليات منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، عبر شنّ هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأثارت هجمات جماعة الحوثي ضربات انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا، وأدت إلى اضطراب التجارة العالمية بعدما حول ملاك السفن مسار سفنهم بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس للإبحار في الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح.
ولفت الحوثي في هذا الصدد إلى أن انخفاض حركة الملاحة "انتصار عظيم"، مشيرًا إلى أن عدد السفن المستهدفة حتى الآن بلغ 177 سفينة.