غادر الوفدان الروسي والأوكراني قاعة المفاوضات وعادا إلى بلديهما "لإجراء مشاورات في عاصمة" كلّ منهما، بعد أن اتفقا على إجراء "جولة ثانية" من المحادثات، حسبما أعلن الطرفان الإثنين.
ووصف ميخايلو بودولياك، أحد المفاوضين الأوكرانييين المحادثات بالـ"صعبة"، لافتًا إلى أن "الطرفين حددا سلسلة أولويات ومواضيع تتطلب بعض القرارات" قبل إجراء جولة ثانية من المفاوضات، فيما أشار نظيره الروسي فلاديمير ميدينسكي إلى أن اللقاء الجديد سيحصل "قريبًا" على الحدود البولندية البيلاروسية.
وقال بودولياك على تويتر بعد حضوره المحادثات: "الجانب الروسي للأسف لا يزال لديه وجهة نظر متحيزة للغاية للعمليات المدمرة التي شنها".
وقبل إطلاق المفاوضات، قال الكرملين إنه لا يريد "إعلان" موقفه بينما طالبت أوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية.
ووصل الوفد الأوكراني على متن مروحيات إلى مكان المفاوضات، وأفادت الرئاسة الأوكرانية أن الوفد ضم وزير الدفاع ونائب وزير الخارجية ومستشار مكتب الرئاسة الأوكرانية. وترأس مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي الوفد الروسي.
وجرت المحادثات في أحد مقار الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو على الحدود الأوكرانية-البيلاروسية في منطقة غوميل بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية الواقعة في الأراضي الأوكرانية والتي شهدت واحدة من أسوأ الكوارث النووية عام 1986.
شروط بوتين
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يشترط لوقف الهجوم على أوكرانيا الاعتراف بالقرم باعتبارها أرضًا روسية وإعلان "حياد" كييف.
وقال الكرملين في بيان إثر اتصال هاتفي بين الرئيسين: إن بوتين اشترط "الاعتراف بسيادة روسيا على القرم ونزع سلاح الدولة الأوكرانية وتخليها عن نازيتها وضمان وضعها الحيادي لتسوية النزاع".
وشدّد بوتين على أن إنهاء النزاع "ليس ممكنًا إلّا إذا أُخذت المصالح الأمنية المشروعة لروسيا بالاعتبار وبشكل غير مشروط".
وأكّدت الرئاسة الروسية أن "الجانب الروسي مُنفتح على مفاوضات مع ممثلين عن أوكرانيا ويأمل أن تؤدي إلى النتائج المرجوّة".
انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين إنه وقّع على طلب رسمي لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وطلب زيلينسكي من الاتحاد الأوروبي السماح لأوكرانيا بالحصول على العضوية على الفور بموجب إجراء خاص لأنها تدافع عن نفسها في مواجهة هجوم القوات الروسية.
وتأتي هذه التطورات فيما تستمر العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا لليوم الخامس على التوالي. والتي دفعت أكثر من نصف مليون شخص للهرب من أوكرانيا إلى بولندا والدول المجاورة.
ويواجه الهجوم الروسي مقاومة شرسة من الجيش الأوكراني، في الوقت الذي فرض فيه الغرب عقوبات غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي.
وفي تطور لافت، أكد الجيش الأوكراني، اليوم الإثنين، أنّ موسكو "بطأت وتيرة الهجوم" في اليوم الخامس من هجومها على أوكرانيا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ "الروس لا يزالون يحاولون تحقيق مكاسب في بعض المناطق".
