أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوزبكستان ستزداد بشكل كبير قريبًا، وذلك خلال زيارة رسمية يجريها للدولة الواقعة في آسيا الوسطى والتي تخطط موسكو لبناء محطات للطاقة النووية منخفضة القوة فيها.
وقال الرئيس الروسي خلال لقاء مع نظيره الأوزبكي شوكت ميرزيوييف في طشقند عاصمة أوزبكستان، إن "العمل جار (...) لزيادة كميات ضخ الغاز إلى أوزبكستان إلى 11 مليار متر مكعب العام المقبل".
ويتواصل فلاديمير بوتين باستمرار، منذ الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، مع زعماء الجمهوريات السوفيتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى، القريبة من الكرملين على الرغم من حيادها الدبلوماسي المعلن في الملف الأوكراني.
محاولة لترسيخ الوجود الروسي
وما زالت روسيا لاعبًا رئيسيًا في هذه المنطقة، على المستويين الاقتصادي والعسكري لكنها ترى أن الدول الغربية والصين وحتى تركيا تنافسها على نفوذها هناك.
وعليه، تحاول موسكو ترسيخ وجودها في المنطقة من خلال إقامة مشاريع كبرى للطاقة مع شركائها في آسيا الوسطى. ويواجه هؤلاء باستمرار عجزًا في الطاقة على الرغم من مواردهم الهائلة من الغاز والنفط، والتي يعاد بيعها خصوصًا في الصين وأوروبا.
وبدأت روسيا إرسال شحنات من غازها إلى أوزبكستان في خريف العام 2023 من خلال خط أنابيب غاز "وسط آسيا"، الذي يعبر كازاخستان ووُضع في الخدمة خلال الحقبة السوفيتية.
وسيبلغ حجم هذه الشحنات 3,8 مليارات متر مكعب هذا العام (مقارنة بـ 1,28 مليار متر مكعب عام 2023) ويتوقع أن يصل إلى 11 مليارا عام 2026.
وتأثر قطاع الغاز الروسي جراء العقوبات الغربية التي فُرضت على موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا. وتهدف روسيا من خلال هذه الشحنات إلى تنشيط قطاع الغاز لديها، من خلال إعادة توجيه جزء من صادراتها نحو آسيا الوسطى التي يتزايد الطلب فيها على الطاقة.
إلى ذلك يشكل بناء محطات تعمل بالطاقة النووية ملفًا رئيسيًا آخر يتعلق بالطاقة بين موسكو وشركائها في آسيا الوسطى.
وكررت أوزبكستان وروسيا، الإثنين، رغبتهما في بناء محطات تعمل بالطاقة النووية ومنخفضة القوة، بتكنولوجيا روسية (مع شركة روساتوم) بالإضافة إلى محطة للطاقة النووية التقليدية، بحسب رئاستَي البلدين. وتجري مناقشات مماثلة في قيرغيزستان وكازاخستان المجاورتين.