أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت، أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى تجنب الارتهان للصين كما كانت الحال مع الغاز الروسي، داعيًا إلى تعزيز التجارة مع أميركا اللاتينية.
وقال بوريل: "اكتشفنا أن الارتهان الذي كان أحد عناصر بناء السلام، هو أيضًا سلاح يمكن توجيهه ضدنا"، مشيرًا إلى "ارتهان أوروبا المفرط للغاز الروسي".
وبرز ذلك عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا، عندما قلصت موسكو شحنات الغاز إلى أوروبا ما أرغم القارة على البحث عن طرق إمداد أخرى.
وأشار إلى أن هذا الارتهان "جعل فلاديمير بوتين (الرئيس الروسي) يعتقد أنه يمكن أن يغزو أوكرانيا مع الإفلات التام من العقاب لأن أوروبا، رهينة استهلاكنا للغاز الذي يأتي 40% منه من روسيا، لن تتحرك".
وفي كلمة ألقاها في القمة الأيبيرية الأميركية في سانتو دومينغو، عاصمة جمهورية الدومينيكان، قال بوريل: "نريد تجنب أن تجعلنا علاقتنا مع الصين نرتهن لها كما كانت الحال مع روسيا".
واعتبر بوريل أن عام 2023 كان "عامًا مهمًا" لإبرام اتفاقيات في دول أخرى، مع أميركا اللاتينية خصوصًا، استعدادًا للقمة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التي ستعقد في يوليو/ تموز.
بعد اعتراض دول وتحفظ أخرى.. الاتحاد الأوروبي يتفق على فرض سقف سعري لشراء النفط الروسي تقرير: رشدي رضوان#روسيا pic.twitter.com/B7LG8Mfvbi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 3, 2022
وتابع بوريل أن "أوروبا وأميركا اللاتينية لديهما فرصة لإظهار أن علاقتهما التجارية مازالت مصدر تقدم"، مضيفًا أن الاستثمارات الأوروبية في أميركا اللاتينية أكثر مما هي في روسيا والصين والهند واليابان "مجتمعة".
وذكر تقرير أممي صادر عن اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية أن 36% من الاستثمارات الأجنبية في المنطقة البالغة 142 مليار دولار جاءت من أوروبا في عام 2021.
استئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا
وأواخر العام الماضي، أبدت روسيا استعدادها لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا، وفق ما نقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك.
وقال نوفاك في تصريحاته: "السوق الأوروبية لا تزال مهمة مع استمرار نقص الغاز ولدينا كل الفرص لاستئناف الإمدادات. فعلى سبيل المثال لا يزال خط أنابيب يامال-أوروبا، الذي تم وقفه لأسباب سياسية، غير مستخدم".
الاتحاد الأوروبي يتفق على إقرار سقف لسعر النفط الروسي pic.twitter.com/QhVSFRGgE7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 2, 2022
وعادة ما يتدفق الغاز عبر خط أنابيب يامال-أوروبا صوب الغرب، ولكن تم وقفه في الغالب منذ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2021 بعد توقف بولندا عن الشراء من روسيا معتمدة على الغاز المخزن في ألمانيا. بعدها أنهت وارسو اتفاقها مع روسيا في مايو/ أيار رافضة مطالبة موسكو حينها بالدفع بالروبل.
وردت شركة غازبروم الروسية بقطع الإمدادات، وقالت أيضًا إنها لن تكون قادرة على تصدير الغاز عبر بولندا، بعد أن فرضت موسكو عقوبات ضد الشركة التي تمتلك القسم البولندي من خط أنابيب يامال-أوروبا.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أقرّ الاتحاد الأوروبي الحدّ الأقصى لأسعار الغاز في الاتحاد بقيمة 180 يورو لكل ميغاواط في الساعة، فرد الكرملين بأن سقف الاتحاد الأوروبي لأسعار الغاز يعد هجومًا على آلية تحديد السوق للسعر وهو غير مقبول.