نفذّت الأجهزة الأمنية في بيلاروسيا اليوم الأربعاء عمليات تفتيش لمكاتب 12 منظمة على الأقل بينها منظمات حقوقية كبيرة، وأوقفت عددًا من الناشطين.
فبعدما نفّذت السلطات عمليات دهم الأسبوع الماضي ضد مقرات وسائل إعلام مستقلة، أعلنت منظمة "فياسنا" المدافعة عن حقوق الإنسان اليوم الأربعاء أن مكاتبها في مينسك ومنازل خمسة من موظفيها على الأقل في كافة أنحاء البلاد؛ خضعت للتفتيش.
وأكدت أيضاً أنه تم توقيف تسعة من أعضائها وأنها فقدت الاتصال بمديرها ألس بيلياتسكي.
وبحسب منظمة "فياسنا" التي أُسست عام 1996 وتتابع عن كثب قمع المعارضة والمجتمع المدني، فإن ناشطين آخرين في مينسك ومنطقتها تمّ استهدافهم.
"النظام فقد السيطرة"
من جهتها، رأت المعارضة المنفية سفيتلانا تيخانوفسكايا عبر تطبيق "تلغرام" أن "النظام فقد السيطرة وأنه يخفي هذا الأمر باستخدام العنف والتعسف"، معتبرةً أن النظام يأمل "من جديد في أن يشعر بأنه قويّ عبر إسكات الجميع في البلاد".
وأضافت "لكن المدافعين عن الحقوق والناشطين والصحافيين يعرفون ذلك: القوة هي في الحقيقة والسلطة هي في يدي الشعب".
واستهدفت عمليات التفتيش مكاتب ست منظمات غير حكومية على الأقل (فياسنا، بيلاروسكي هيلسنكي كوميتيت، دجيندر برسبيكستفز، لوتراند، ايمينا، هيومن كونستانتا)، حسب ما أعلنت هذه المنظمات.
I'm hearing disturbing news that Human Rights Defenders in 🇧🇾 #Belarus are being detained & dozens are having their homes & premises searched by security forces Let me be clear: peacefully defending human rights is legitimate & should never be persecuted@BelarusUNOG @BelarusMFA pic.twitter.com/kQK7Ayf3qQ
— Mary Lawlor UN Special Rapporteur HRDs (@MaryLawlorhrds) July 14, 2021
عمليات دهم واسعة
ودهمت الأجهزة الأمنية أيضًا مقار جمعية الصحافيين البيلاروسيين، وحزب الجبهة الشعبية المعارض، وحركة "من أجل الحرية" المعارضة، ومجموعة للبحوث الاقتصادية (بيروك) ووكالة اتصالات، ومنظمة لمساعدة البيلاروسيين الذين يعيشون في الخارج.
وفي غرودنو (غرب)، دهمت الأجهزة منزل الناشط فكتور سازانوف الذي تمّ توقيفه، بحسب منظمة "فياسنا". وفي أورشا وهي مدينة قريبة من الحدود مع روسيا، أوقفت السلطات رئيس تحرير موقع إلكتروني محلي وكذلك الناشط إيغور كازميرشام، بحسب المنظمة. وأوقف أيضًا المسؤول عن حملة لإلغاء عقوبة الإعدام في البلاد أندري بالودا، بعد تفتيش منزله.
لوكاشنكو في روسيا
وتأتي هذه الضغوط الجديدة في وقت التقى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أمس الثلاثاء في روسيا حليفه الرئيسي فلاديمير بوتين الذي اجتمع معه لأكثر من خمس ساعات في سان بطرسبرغ.
والأسبوع الماضي، حظرت السلطات البيلاروسية صحيفة "ناشا نيفا" وهي إحدى وسائل الإعلام المعارضة الرئيسية على الإنترنت، وأجرت سلسلة عمليات تفتيش لمقار صحف مستقلة وأخرى معارضة، ووسائل إعلام محلية.
ونُفّذت عمليات الدهم هذه غداة الحكم بالسجن 14 عامًا بتهمة الفساد على فيكتور باباريكو، البالغ 57 عامًا، وهو أحد الوجود المعارضة المعروفة. وكان يُعتبر في فترة توقيفه في يونيو/حزيران 2020 بمثابة المنافس الأكبر للوكاشنكو في الانتخابات الرئاسية.
وأوقفت مينسك أيضاً في أواخر مايو/أيار صحافيًا معارضًا منفيًا يُدعى رومان بروتاسيفيتش، عبر تحويل مسار طائرة ركاب كان متواجدًا على متنها، ما أثار غضبًا على الساحة الدولية.
ونتيجة لذلك، فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على مسؤولين بيلاروسيين وقطاعات اقتصادية أساسية.
وأُعيد انتخاب لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ عام 1994، في أغسطس/آب لولاية خامسة بحصوله على 80% من الأصوات بحسب النتائج الرسمية.