يفنّد عيد الطرزي أستاذ علم الزلازل والكوارث الطبيعية في الجامعة الهاشمية احتمالية وقوع تسونامي في منطقة البحر المتوسط، بعد زلزال تركيا وسوريا.
وطمأنت هيئة الزلازل والكوارث التركية المواطنين، بالتراجع عن تحذيرها من احتمال وقوع تسونامي، فيما نفت دول مطلة على البحر المتوسط وجود أي خطر من هذا القبيل، من بينها مصر وإيطاليا.
جاء ذلك، بعد أن كانت تركيا قد أرسلت تحذيرًا لـ 14 دولة باحتمالية وقوع تسونامي في المدن الشاطئية بعد الزلزال مباشرة، ومنها دول عربية كلبنان وأخرى أوروبية.
كيف تؤدي الزلازل إلى حدوث تسونامي؟
في هذا الإطار، يوضح عيد الطرزي أستاذ علم الزلازل والكوارث الطبيعية في الجامعة الهاشمية أن ليس كل الزلازل قادرة على تكوين موجات تسونامي، إذ لا تحدد قوة الزلزال لوحدها ما إذا كان سينتج عن الهزة ما يعرف بالأمواج السيزمية البحرية.
فذلك، يعتمد إلى جانب قوة الزلزال على طبيعة الإزاحة التي حدثت في بؤرة الزلزال، فضلًا عن آلية تفريغ الطاقة، بحسب الطرزي.
وفيما يتعلق بالزلزال الرئيسي الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين الفائت، يشرح أستاذ علم الزلازل لـ"العربي" أن الهزّة كانت قوية جدًا بحيث سجلّت 7.8 على مقياس ريختر.
لكن آلية التفريغ الرئيسية كانت باتجاهٍ أفقي لناحية الغرب، الأمر الذي حدّ من احتمالية حدوث تسونامي إن كان بعد الزلزال مباشرة أو خلال الأيام القادمة، على حدّ تأكيده.
ويضيف الطرزي من عمان: "عندما تحدث مثل هذه الزلازل الكبيرة يبدأ علماء الزلازل بعملية التحليل التي تتضمن متابعة آلية التفريغ للطاقة.. في البداية لم تكن آلية التفريغ على ما أعتقد واضحة لدى السلطات التركية.. وبالتالي أطلقوا تحذيرًا احتياطيًا للتنبيه من احتمال ارتفاع مناسيب المياه في الدول المجاورة".
كما يؤكّد أستاذ علم الزلازل أن أمواج تسونامي تنتج مباشرةً بعيد حدوث الزلزال وقد تحصل خلال ساعات فقط وليس أيام، وبما أن زلزال تركيا وسوريا مضى عليه أكثر من 4 أيام، فهذا يدلّ على أنه "ليس هناك أي توقع بحدوث أمواج سيزمية نتيجة هذا الزلزال".
احتمالية تسونامي في منطقة البحر المتوسط
من جهة ثانية، يلفت أستاذ علم الزلازل والكوارث الطبيعية إلى أن الحركة التكتونية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وتحديدًا بلاد الشام وتركيا، تصنّف بمنطقة إزاحة أفقية، فما يولد التسونامي عادةً هو الإزاحة العمودية، أي عندما يكون تكسير الصخور قريب إلى شكل عمودي مثل ما يحصل عادةً في اليابان، والصين، والهند، وإندونيسيا، وتشيلي وغيرها.
ويردف لـ"العربي": "في منطقتنا يكون تفريغ الطاقة عادةً بشكلٍ أفقي، ففي الزلزال الرئيسي لتركيا إذا نظرنا إلى آلية التحليل الميكانيكية، فسنرى أن أكثر من 85% من عملية التفريغ كانت بشكل أفقي مقابل 15% تقريبًا بشكل عمودي".
وبالتالي، قد تكون هذه النسبة هي ما دفعت السلطات التركية والمختصين إلى عدم استبعاد احتمال وقوع تسونامي في المنطقة عقب الزلزال الضخم.
والتسونامي، هي أمواج تتحرك بسرعة كبيرة وتتولد نتيجة الإزاحة العمودية التي تحدث في اليابسة بالقرب من شاطئ البحر.