عادةً ما يلجأ مدخنو السجائر التقليدية إلى استخدام بدائل حديثة لإرضاء إدمانهم على النيكوتين من بينها السجائر الإلكترونية، انطلاقًا من الاعتقاد السائد لدى الكثير منهم أنها أقل ضررًا على الصحة.
لكن دراسة طبية حديثة تابعة لجامعة كاليفورنيا، أكدت أن مدخني السجائر الإلكترونية معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب، مثل مستخدمي السجائر العادية.
وجرى التوصل إلى هذه النتيجة بعدما جمع العلماء عينات دم من متطوعين بينهم مستخدمو السجائر الإلكترونية على المدى الطويل، ومدخنو السجائر العادية وغير المدخنين. وقد عرضوا العينات لخلايا الأوعية الدموية المختبرة وقاسوا إطلاق "أوكسيد النيتريك"، لمعرفة فيما إذا كانت الخلايا البطانية تعمل بشكل صحيح.
ووظيفة "أوكسيد النيتريك" البيولوجية هي توسيع الأوعية الدموية ورفع تدفق الدم وخفض ضغطه والمساعدة في حماية الأنسجة من التلف بسبب انخفاض تدفق الدم.
وأظهر الدم عند مدخني السجائر الإلكترونية انخفاضًا أكبر بكثير في إنتاج "أوكسيد النيتريك" بواسطة الخلايا البطانية مقارنة بدم غير المدخنين.
وخلص الباحثون إلى أن دم مدخني السجائر الإلكترونية تضمّن مؤشرات عديدة لاحتمال إضعاف وظيفة بطانة القلب.
خطر متقارب
وأكد المختص في الرعاية الصحية، د. حسن إسماعيل، أن الدراسة أثبتت بالفعل أن خطر السجائر الإلكترونية لا يقل- بنسبة كبيرة- عن خطر السجائر العادية، وهو ما كان يحذر منه الكثير من الأطباء سابقًا.
وقال إسماعيل في حديث إلى "العربي" من بيروت، إن الدراسة بيّنت أن خطر هذين النوعين من السجائر كان متقاربًا جدًا من حيث انخفاض قدرة شرايين القلب على التوسّع.
وأضاف: "لا يمكن بعد هذه الدراسة الحديث عن سجائر أقل ضررًا، بعدما أكدت أن الخطر هو نفسه على الصحة".
وقال إسماعيل إن النصيحة تبدأ أولًا من تركيز الراغبين في الإقلاع عن التدخين على إرادتهم والاطلاع على أضرار التدخين والبحث عن بدائية صحية للتوقف عن التدخين، وأهمها ممارسة الرياضة.