كشف موقع "واللا" العبري، مساء الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صدق على قرار تفجير أجهزة اتصال لاسلكي في لبنان مطلع الأسبوع الجاري، خلال مشاورات أمنية مع كبار الوزراء وقادة أجهزة الاستخبارات.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين كبار لم يسمهم، أن إسرائيل كانت وراء انفجارات لبنان رغم تنصل مكتب نتنياهو من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان قبل أن يحذفه.
تأهب تحسبًا لتصعيد محتمل
ووفقًا للموقع العبري، أدت عملية تفجير آلاف من أجهزة الاتصال "بيجر"، "إلى تحييد جزء كبير من نظام القيادة والسيطرة العسكري لحزب الله"، بحسب زعمه.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "إن هناك الآن احتمالًا كبيرًا لحدوث تصعيد كبير على الحدود الشمالية، والجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبًا لرد واسع النطاق من جانب حزب الله".
كما نقل "واللا" عن مصدر إسرائيلي "مطلع على التفاصيل" لم يسمه، قوله: "تمت الموافقة على عملية تفجير أجهزة اللاسلكي من نوع بيجر بداية الأسبوع في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات".
وتأتي العملية بعد أقل من يوم من زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى إسرائيل، والتي حذر خلالها نتنياهو من مغبة أي تصعيد كبير في لبنان.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر للموقع إن نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت قضيا الثلاثاء عدة ساعات في الحفرة (غرفة محصنة تحت الأرض) بالكرياه (مقر وزارة الأمن) بتل أبيب لبحث الوضع في لبنان.
مرحلة جديدة من المعركة
وأوضح الموقع أن إسرائيل "نفذت العملية لفتح مرحلة جديدة في المعركة ضد حزب الله من ناحية، ولكن من أجل إبقائها تحت عتبة الحرب الشاملة من ناحية أخرى".
وذكر المصدر أن العملية "هدفت إلى زعزعة أمن حزب الله وخلق شعور بين صفوف التنظيم بأنه مخترق بالكامل من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن "أجهزة المخابرات الإسرائيلية قدرت قبل العملية أن حزب الله قد يرد بهجوم مضاد كبير على إسرائيل".
وتشهد إسرائيل حالة من التأهب، إذ اتهمتها الحكومة اللبنانية وحزب الله بالمسؤولية عن التفجيرات، وتوعدها الحزب بـ"قصاص عادل"، وهو ما قابلته تل أبيب بصمت رسمي.
ويأتي هذا التصعيد فيما يدفع نتنياهو منذ أيام بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان في مواجهة "حزب الله"، تحت وطأة ضغوط داخلية جراء استمرار قصف الحزب لمواقع عسكرية إسرائيلية.