Skip to main content

تؤثر على نموهم الذهني.. دراسة تثبت أهمية القيلولة للأطفال

الثلاثاء 1 نوفمبر 2022

كشفت دراسة حديثة أعدها باحثون في جامعة ماساتشوستس الأميركية أهمية القيلولة للنمو الذهني والعقلي وتحفيز الذاكرة للأطفال، كما حذّرت من حرمان الأطفال منها وتداعيات ذلك على قدراتهم التعليمية.

فقد سعى العلماء إلى إيجاد سبب استمرار الأطفال بسن الرابعة والخامسة بأخذ قيلولة يومية، بينما توقف آخرون عن ذلك في سن الثالثة.

وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم"، وجود علاقة بين التحولات التي تشهدها القيلولة والذاكرة الأساسية وتطور الدماغ.

فعندما يأخذ الأطفال الصغار قيلولة، يرسخون بشكل غير مباشر الذكريات العاطفية والدلالية، بيد أن إجبارهم على عدم أخذ قيلولة قد يؤدي إلى انخفاض في مستوى التعلم والذاكرة.

أهمية القيلولة

في هذا الإطار، يؤكد محمد حلّاق الأخصائي في طب الأطفال على أهمية القيلولة عند الأطفال خاصة في سن دخولهم إلى الروضة أو المدرسة، فخلالها يتلقون زخمًا كبيرًا في المعلومات ونشاطًا في تخزينها.

ويشرح حلّاق في حديث إلى "العربي" أن هناك مركزًا في الدماغ أسفل الفص الصدغي اسمه الحصين، أي فرس البحر، وهو المسؤول عن موضوع تلقي المعلومات وتخزينها.

ويردف من إسطنبول: "عندما يتلقى الطفل التعليم وكل الأمور التي تحيط به، يتركز كل هذا في مركز الحصين حيث ترتب المعلومات فالمراد تخزينها تذهب إلى قشرة الدماغ، والأخرى تنسى".

أما أهمية القيلولة في هذا الإجراء، فتتمثل وفق حلّاق بإعطاء فرصة لهذا المركز داخل الدماغ لترتيب المعلومات التي يتلقاها الفرد ويخزنها في مكانها.

إجراءات مهمة أخرى

رغم ذلك، هذه الاستراحة ليست الإجراء الوحيد الذي على الطفل اتباعه، فضلًا عن أن مدة القيلولة المطلوبة لا يجب أن تتخطى مدة النصف أو ثلاثة أرباع الساعة، أي عدم تحولها إلى نوم عميق وفق أخصائي طب الأطفال.

ويلحظ الأخصائي عدة أمور يجب على الأهل توجيه طفلهم نحوها إلى جانب القيلولة، وفي طليعتها تحديد المهام التي يتلقاها، فضلًا عن ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة 4 مرات في الأسبوع، مشددًا على أن ذلك يساعد على صقل المعلومات وترتيبها في دماغ الأطفال.

كما أن النوم المبكر في الليل هو مفيد جدًا لصحة دماغ الأطفال وبنيتهم، بيد أن النوم الليلي لا يعوض أهمية القيلولة بحسب حلّاق.

ويقول الأخصائي: "إذا نام الطفل مدة نصف ساعة بعد تلقيه المعلومات خلال النهار، فمن شأن ذلك أن يساعده على ترتيب المعلومات بشكل أفضل".

أهمية القيلولة للكبار

توازيًا، يلفت محمد حلاق إلى أن هذه المعادلة تنطبق أيضًا على البالغين الذين يتلقون كمًا كبيرًا من المعلومات يوميًا، فتخزين المعلومات في الدماغ ينقسم إلى قسمين هما: ذاكرة مؤقتة، وذاكرة دائمة.

ويتابع: "مركز الحصين في الدماغ يرصد المعلومات التي تحتاج إلى ذاكرة طويلة ويرسلها إلى قشرة الدماغ، أما المعلومات التي تتطلب الذاكرة الحديثة فقط فيحتفظ بها، وهو موضوع يهم الكبار أيضًا وليس فقط الأطفال".

المصادر:
العربي
شارك القصة