يقضي الأطفال أوقاتًا أمام التلفاز على الرغم من التحذيرات النفسية والطبية، ولا سيما لمن يجلسون وحدهم ساعات طويلة أمام الشاشة الفضية.
لكن دراسة وجدت في مشاركة الطفل لمشاهدة التلفاز تعزيزًا لنمو دماغه ونموه المعرفي، وخاصة مشاركة الوالدين تحديدًا، ما يثري قدرة الطفل على التحدث والحوار مع محيطه الذي يجيب على أسئلته في أثناء متابعته التلفزيونية، كما يزيد من مهارات التفكير والحديث لديه، بحسب ما توصل إليه فريق بحث بريطاني من جامعة "بورتسموث".
إلا أن الفريق البحثي استدرك أن مشاهدة التلفاز ولو بمشاركة الوالدين، لا تحل مكان الأنشطة الاجتماعية والتعليمية الأخرى، ولكنها فرصة للتعليم إذا قام الولدان أيضًا بدور أكثر نشاطًا معه كشرح المحتوى المعروض وخاصة البرامج التعليمية.
وفي وقت تدعو فيه هذه الدراسة إلى مشاركة الأهل أطفالهم أثناء مشاهدة التلفاز، توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم مشاهدته لمن هم دون سن الثانية.
فأول عامين من عمر الطفل وقت حرج لنمو الدماغ، ومع ذلك قد لا يدرك البعض مدى التأثيرات السلبية لمشاهدة التلفاز على الأطفال والرضع، ومنها الاضطرابات السلوكية ونقص المفردات اللغوية، والمهارات الاجتماعية والحد من الإبداع والخيال، ونقص التركيز والإصابة بالسمنة، وضعف القلب، وحاسة الإبصار.
ولا ينبغي بحسب الأكاديمية ذاتها، للأطفال الذين هم أقل من سن 18 شهرًا، مشاهدة التلفاز بشكل يومي أما الأطفال من عمر سنتين حتى الـ5 سنوات فتكفي مشاهدته لساعة واحدة في اليوم، تحت الإشراف العائلي فيما يمكن للأطفال بدءًا من عمر 6 سنوات وأكثر، مشاهدته حتى ساعتين مع وضع حدود ثابتة للمشاهدة، فلا تحل مكان النوم والنشاط البدني أو التفاعلات الشخصية الواقعية.
"تأثير مشاهدة التلفاز على النمو العقلي للطفل"
وفي هذا الإطار، شددت المتخصصة في طب الأسرة علياء أبو سليمان على ضرورة منع الأطفال دون العامين من مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف الجوال، مشيرة إلى أن بعض الأمهات يلجأن إلى إلهاء أطفالهن، بهدف القيام بالأعمال المنزلية.
وأضافت في حديث إلى "العربي" أن مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف الجوال يؤثر على النمو العقلي للطفل وعلى عملية النطق والكلام.
ولتدارك خطورة تداعيات مشاهدة التلفاز، نصحت أبو سليمان بضرورة أن تتحدث الأم إلى طفلها، واللجوء إلى العديد من النشاطات.
ولفتت إلى أن فوائد مشاهدة التلفاز تندرج في بعض المجالات، كاستخدامه في العلاج الطبيعي لدى بعض الأطباء، للأطفال الذين يعانون من مشاكل في الحركة، وتشتت الانتباه وفرط الحركة.
وأوضحت المتخصصة في طب الأسرة علياء أبو سليمان أن المسموح مشاهدته من قبل الطفل هي البرامج التي تنمي المهارات العقلية، كالبرامج التعليمية والدينية التي تعمل على تقويم سلوكه.
