شهد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء ارتفاعًا في حدة المواجهات بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، بعد أن دمّرت طائرات الاحتلال برج "الجوهرة" في قطاع غزة.
وردّت المقاومة على ذلك باستهداف مطار بن غوريون وتل أبيب.
ودمّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج الجوهرة في قطاع غزة، الذي يضم مكاتب "التلفزيون العربي" وعددًا من القنوات المحلية والعربية، بعد استهدافه بأكثر من صاروخ.
وأوضح مراسل "العربي" في غزة أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت البرج ودمرته بشكل كامل، بعد أن كانت طائرات الاستطلاع قد استهدفت بعض أجزائه في وقت سابق.
وذكّر المراسل بأن "هذا البرج يضم عدداً من مكاتب وسائل الإعلام التي لم تتمكن من إخلاء معداتها، إضافة إلى عدد من الشقق السكنية".
ويُعتبر برج "الجوهرة" الثاني الذي تم تدميره خلال 6 ساعات، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال برج "هنادي" المكوّن من 12 طابقًا، الواقع في حي الرمال غربي غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
صورايخ المقاومة تستهدف تل أبيب
وردت فصائل المقاومة سريعًا على استئناف الاحتلال قصف الأبراج المدنية. وأعلنت كتائب القسام عن إطلاق مئة وعشرة صورايخ باتجاه تل أبيب ومطار بن غوريون.
كما أعلنت الكتائب توجيه ضربة صاروخيّة كبيرة بـ100 صاروخ باتجاه بئر السبع المحتلّة.
ونقلت قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية إطلاق رشقات صاروخية من غزة تجاه مدينة بئر السبع لأول مرة منذ إعلان الحرب على القطاع.
وحذرت كتائب القسام من استمرار استهداف المباني السكنية، مؤكدة أن القادم أعظم"، مضيفة "وإن عدتم عدنا".
وأفاد مراسل "العربي" في اللد، أحمد الرواشدة، أن صفارات الإنذار سُمعت في تل أبيب ثم تلتها أصوات انفجارات.
تطور غير مسبوق، بعد أن أمطرت صواريخ المقاومة تل أبيب#فلسطين #غزة_تقاوم #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/ts01OkfFSY
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 12, 2021
حالة الطوارئ في اللد
وبالتزامن مع تطورات المواجهات في غزة، أعلنت سلطات الاحتلال حالة الطوارئ في مدينة اللد، الواقعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بعد ارتفاع حدة المواجهات بين الفلسطينيين من جهة، وعدد من المستوطنين وشرطة الاحتلال من جهة أخرى.
واتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير دفاعه بيني غانتس، على إرسال كتائب تابعة لحرس الحدود من منطقة الضفة الغربية إلى مدينة اللد، بشكل فوري.
وأوضح مراسل "العربي" في تل أبيب، أن "المواجهات في اللد بدأت الثلاثاء بعد اعتداء شرطة الاحتلال على جنازة الشاب الذي قُتل يوم الإثنين على يد أحد المستوطنين".
شاهد | جنازة الشهيد موسى حسونة الذي ارتقى في #اللد بالداخل الفلسطيني#فلسطين #غزة_تقاوم #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/Y8x0D7RAk3
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 11, 2021
وأشار المراسل إلى إحراق 40 سيارة لمستوطنين إسرائيليين في المدينة، حيث اتهمت شرطة الاحتلال الفلسطينيين بإحراقها.
وأكد أن الأوضاع متوترة للغاية في المدينة، تزامناً مع استمرار المواجهات في عدة مدن أخرى داخل الخط الأخضر.
ويأتي إعلان حالة الطوارئ بعدما أكد رئيس بلدية اللد فقدان السيطرة كليًا على المدينة، حيث "تشهد الشوارع حرب أهلية بين الفلسطينيين والمستوطنين"، بحسب تعبيره.
وطالب رئيس البلدية من نتنياهو إدخال الجيش لاستعادة السيطرة.
أبو عبيدة يدعو الفلسطينيين إلى الثبات
ودعا أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، الفلسطينيين إلى الثبات والاستمرار بالانتفاضة.
وفي تسجيل صوتي له، دعا أبو عبيدة الفلسطينيين "في أراضي الـ48 وفي القدس وفي يافا وعكا واللد وأم الفحم والنقب وكل شبر من فلسطين إلى الثبات في مواقعهم ومواجهة الاحتلال وانتزاع حقوقهم".
وأكد أبو عبيدة أن "الكتائب ستكون درعاً للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وسيفاً لهم"، مشبهًا إسرائيل بـ"بيت العنكبوت".
الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في رسالة للفلسطينيين: "واجهوا غطرسة المحتل وانتزعوا حقوقكم وستجدوننا لكم سيفا ودرعا"#فلسطين #غزة_تقاوم #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/qxyUDbcFG3
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 11, 2021
هنية يؤكد أن المقاومة جاهزة
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة، قد أكد في وقت سابق من يوم الثلاثاء أن "المقاومة جاهزة" إذا أرادت إسرائيل "التصعيد".
وقال هنيّة في كلمة متلفزة عبر تلفزيون الأقصى التابعة لـ"حماس": "إذا أرادوا أن يُصعّدوا، فالمقاومة جاهزة. وإذا أرادوا أن يتوقّفوا، المقاومة جاهزة"، مضيفًا أن "هذه رسالة أوصلناها لكلّ من يعنيه الأمر"، في إشارة إلى الوسطاء الذين يُحاولون إرساء تهدئة بين الجانبين.
وكشف هنية أن الحركة "تلقّت عدة اتصالات مع قادة ومسؤولين في المنطقة تطالب بالعودة للهدوء". وأضاف أن "حماس" ردت بأن "الذي أشعل النار في القدس والمسجد الأقصى هو الاحتلال، وبالتالي هو المسؤول عن كل التداعيات والتفجير الحاصل في القدس والضفة وغزة".
وأكد هنية أن "الشعب الفلسطيني حقق النصر في معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى". وتابع: "شعبنا الفلسطيني توحّد بكل مكوناته وتياراته في هذه المعركة، ووقف للدفاع عن المقدسات، وأرغم الاحتلال أن يدفع بمستوطنيه بعيدًا عن المسجد الأقصى".
معادلة المقاومة: تل أبيب مقابل المباني السكنية
وكانت كتائب القسام أعلنت عن إطلاق مئة وثلاثين صاروخًا في اتجاه مدينة تل أبيب، مساء الثلاثاء.
وأكدت القسام في بيان مقتضب توجيه ضربة صاروخية هي الأكبر لتل أبيب وضواحيها بـ130 صاروخًا، ردًا على استهداف العدو للأبراج المدنية"، في إشارة إلى تدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية برجًا سكنيًا من 12 طبقة غرب مدينة غزة مساء.
وعلى الأثر، دوّت صفارات الإنذار من الصواريخ في تل أبيب، حيث سُمعت أصوات انفجارات.
وأصاب صاروخ مبنى في ضاحية حولون في تل أبيب، كما أصاب صاروخ حافلة إصابة مباشرة.
وأصابت الصواريخ خطًا لأنابيب الوقود تمتلكه شركة حكومية إسرائيلية، ما أسفر عن اشتعال حريق في المكان.
حريق خزان وقود في منشأة للطاقة بـ #عسقلان إثر إصابته بصاروخ فلسطيني#غزة_تقاوم pic.twitter.com/Ukk9wUCzKL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 11, 2021
وتسببت الصواريخ بوقف الملاحة في مطار بن غوريون لنحو ساعة من الوقت.
ارتفاع عدد الشهداء في غزة
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد شهداء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 35 من بينهم 12 طفلًا وامرأة، إضافة إلى أكثر من 150 مصابًا.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، شيّع مئات المواطنين في غزة جثامين فلسطينيين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
وانطلقت مواكب التشييع من عدة مناطق في بلدتي جباليا وبيت حانون شمالي القطاع. وردد المشيّعون هتافات غاضبة مُنددة بالعدوان الإسرائيلي.
“الله يسهل عليك يابا“.. دموع وحرقة طفل فلسطيني يتّمه قصف الاحتلال pic.twitter.com/2h7JdhdcEH
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) May 11, 2021
وتوعّد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس بأن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة "ليست سوى البداية"، وذلك بعد إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة ما تسبّب بمقتل ثلاثة أشخاص.
ولفت غانتس إلى أنه "لا يزال هناك كثير من الاهداف في دائرة الاستهداف، هذه ليست سوى البداية".
اجتماع عربي على المستوى الوزاري
إلى ذلك، أعلن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري تشكيل لجنة لمخاطبة دول مجلس الأمن الدولي، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وجاء ذلك في قرار للمجلس في ختام الاجتماع الطارئ الذي عقد افتراضيًا برئاسة قطر.
وأدان المجلس بشدة "جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المصلين في المسجد الأقصى"، واستهداف المدنيين في قطاع غزة، وإجراءات التهجير بحق أهالي القدس، مشيدًا ببطولة الشعب الفلسطيني.
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة، بما في ذلك مجلس الأمن، بتحمل المسؤوليات القانونية والأخلاقية والإنسانية من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.