تتسع دائرة المظاهرات الطلابية المستمرة في الولايات المتحدة يومًا بعد آخر وبدأت في التمدد إلى القارة الأوروبية، وسط مخاوف من نجاحها في التأثير على سياسة البلدان التي تدعم منذ 75 عامًا الاحتلال الإسرائيلي اقتصاديًا وعسكريًا وأمنيًا على حساب حياة الفلسطينيين.
ولطالما تفاخر مسؤولون إسرائيليون بأن أهم الإنجازات التي حققتها إسرائيل، هي السيطرة على الرأي العام الأميركي والأوروبي، والنجاح في نشر ثقافة "معاداة السامية" وإشهار هذا السيف حينما تستدعي الحاجة في وجه كل من يعادي إسرائيل.
لكن ما يحدث اليوم على أرض الواقع في عموم الولايات المتحدة، يظهر أن أمورًا كثيرة تغيرت، وأن ما يعده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنجازًا؛ يلفظ أنفاسه الأخيرة في حرم الجامعات الأميركية، التي تخرج منها أهم صناع القرار في أميركا وأوروبا. ومن هنا يشعر نتنياهو بخطر محدق.
غالانت: "تحريض على الإرهاب"
وانتشر فيديو يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غاضبًا مما يحدث في الجامعات الأميركية ويتهم الطلاب المعتصمين، بمعاداة السامية، كما يدعو البيت الأبيض إلى صد هذه التحركات الطلابية غير المقبولة، بحسب تعبيره.
وفي وقت سابق من خطاب نتنياهو عبر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت عن امتعاضه هو الآخر مما يحدث في أميركا.
ونشر تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" قال فيها: "المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضًا تحريض على الإرهاب. ومن هنا أدعو السلطات في الولايات المتحدة إلى التحرك من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات".
أمّا وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فقد صرح هو الآخر بأن "يهود الشتات يعانون حاليًا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم".
وأضاف: "طلبت من مفوض الشرطة صياغة خطة للمساعدة في إنشاء فصول احتياطية محلية من شأنها حماية الجاليات والمؤسسات اليهودية في الخارج".
لكن تهمة معاداة السامية لم تعد لديها تلك الهالة القديمة، ولم تعد تحمل هذا الكم من الرعب لمن توجه إليه.
ساندرز: "حرب على نسيج حياة الفلسطينيين"
فبعد مرور ساعات قليلة على خطاب نتنياهو، خرج السيناتور اليهودي الأميركي المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، بيرني ساندرز في خطاب مواز هاجم خلاله رئيس الحكومة الإسرائيلية، مفرقًا بين انتقاد جرائم إسرائيل، وبين معاداة السامية.
يذكر أن ساندرز قال قبل أيام في إحاطة أمام الكونغرس الأميركي، إن ما تخوضه إسرائيل في غزة لم يعد حربًا على حركة حماس وإنما للقضاء على نسيج حياة الفلسطينيين.
كما انتقد تواطؤ الولايات المتحدة في الحرب على غزة، وعدها حربًا إسرائيلية أميركية لأن معظم القنابل والمعدات العسكرية التي تستخدمها إسرائيل في غزة، تقدمها واشنطن من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، حسب تعبيره.
موقف الحكومة الإسرائيلية وردود نواب الكونغرس الأميركي عليها، كانت محل تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
فقال فرقان: "يجب أن يسجن نتنياهو فورًا".
وأردف أيدج إيرين قائلًا: "الشمس ستشرق من الشرق وبنيامين نتنياهو مجرم حرب على رأس حكومة الفصل العنصري".
أمّا علي فتوجه بكلامه إلى سلطات الولايات المتحدة وكتب "لا يمكنهم تحمل شخص لديه ذرة من الضمير. إنهم يفضلون الروبوتات التي لا روح لها مثل هيلاري وأوباما وبايدن"، بحسب تعبيره.