أشار تقرير صادر عن معهد "نيو لاينز" الأميركي، اليوم الثلاثاء، إلى تورط أفراد من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد وكبار أركان نظامه، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني في تصنيع الكبتاغون وتهريبه.
ووفق التقرير الأميركي فقد توسّعت تجارة حبوب الكبتاغون المخدّرة في الشرق الأوسط إلى حد كبير خلال عام 2021 لتتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار، ما يرتّب مخاطر صحية وأمنية متزايدة في المنطقة.
ويرسم التقرير الذي نشره معهد الأبحاث الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له، صورة مقلقة عن تأثير ازدهار صناعة الكبتاغون في المنطقة.
رغم التحذيرات الكثيرة من خطورتها والجهود الكبيرة لمكافحتها، إدمان المخدرات في الوطن العربي بتزايد.. إليكم احصاءات هامة عن نسبة تجارة وتعاطي "الكبتاغون" في الوطن العربي.#شبابيك pic.twitter.com/hMtt7H6RBH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 24, 2018
نظام الأسد
ويوثّق التقرير الذي أعده الباحثان كارولين روز وألكسندر سودرهولم كيف أن أفرادًا من عائلة الأسد وكبار أركان نظامه يشاركون في تصنيع الكبتاغون وتهريبه.
وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجًا واستخدامًا وتصديرًا. وباتت قيمة صادرات الكبتاغون تفوق بأشواط الصادرات الشرعية، ما جعل سوريا تصنّف على أنها "دولة مخدرات".
ويوضح التقرير أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام خلال سنوات النزاع تجعل الحكومة السورية "تستخدم هذه التجارة وسيلة للبقاء سياسيًا واقتصاديًا".
وتقع بعض منشآت صناعة الكبتاغون الصغيرة في لبنان الذي يعد أساسًا ثالث مورد لنبتة الحشيشة بعد المغرب وأفغانستان. وأورد التقرير أن "لبنان يعد بمثابة امتداد لتجارة الكبتاغون السورية ونقطة عبور رئيسية لتدفقات الكبتاغون".
لبنان
وبحسب التقرير، تستفيد شخصيات مرتبطة بالنظام السوري من مجموعات مسلّحة متنوعة تنشط على الأراضي السورية، لتنظيم تجارة الكبتاغون، وبين هذه المجموعات حزب الله اللبناني. ويورد أن بعض المناطق حيث يحظى الحزب بنفوذ، وبينها قرى حدودية بين لبنان وسوريا، تضطلع بدور أساسي في عمليات التهريب.
ويوضح التقرير أنه "بناء على تاريخه في السيطرة على إنتاج وتهريب الحشيشة من البقاع الجنوبي، يبدو أن حزب الله لعب دورًا داعمًا مهمًا في تجارة الكبتاغون". ولطالما نفى حزب الله أي علاقة له بتصنيع وتجارة وتهريب المخدرات على أنواعها، انطلاقًا من أن ذلك "محرم دينيًا".
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قررت السعودية حظر دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة أو المرور عبر أراضيها لدولة ثالثة؛ بدعوى استغلالها في تهريب المخدرات.
مصادر للتلفزيون العربي تكشف تفاصيل جديدة بشأن شحنة الكبتاغون 👇#السعودية #لبنان pic.twitter.com/xmudYvWwrf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 27, 2021
ويُعتبر تهريب المخدرات من لبنان إلى بعض دول الخليج أحد أسباب توتر العلاقة منذ شهور بين بيروت وعواصم خليجية عدة خصوصًا الرياض، إلى أن تفجر الخلاف بينهما أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي بشأن حرب اليمن.
المستهلك الرئيس
وجاء في التقرير أنّ تجارة الكبتاغون باتت تشكل "اقتصادًا غير مشروع متسارع النمو في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط".
واستنادًا الى احتساب قيمة مضبوطات كبيرة وحدها، "تُقدّر القيمة المحتملة لتجارة التجزئة عام 2021 بأكثر من 5,7 مليار دولار".
ويشكل الرقم قفزة كبيرة مقارنة بقرابة 3,5 مليار دولار عام 2020، علمًا أنه يعكس فقط قيمة سعر التجزئة للحبوب التي جرت مصادرتها العام الماضي، التي حددها التقرير بأكثر من 420 مليون حبة.
ولم تفصح العديد من الدول عن القيمة الإجمالية للمواد التي جرت مصادرتها التي تُعدّ سوريا المنتج الرئيس لها والمملكة العربية السعودية المستهلك الرئيس.
وفي بعض المناطق السورية، لا يتجاوز سعر الحبة دولارًا واحدًا لزبائن غالبًا ما يتعاطونها للبقاء يقظين وللعمل ساعات إضافية. لكن في السعودية حيث يُعد الكبتاغون عقارًا للمتعة، قد يتخطى سعر الحبة 20 دولارًا.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقر مجلس النواب الأميركي إستراتيجية جديدة، تهدف إلى تقويض تجارة المخدرات في سوريا، وتتيح أيضًا تقديم تقرير عن ثروة رأس النظام بشار الأسد وأفراد أسرته، بمن فيهم أبناء عمومته.
ووفق تقارير إعلامية، فقد صوّت مجلس النواب على تعديل يتطلب إستراتيجية مشتركة بين الوكالات الأميركية، لتعطيل شبكات المخدرات التي يعتقد أنها تعمل في ظل نظام الأسد.
والكبتاغون أساسًا هو التسمية التجارية لعقار نال براءة اختراع في ألمانيا في أوائل الستينيات من القرن الماضي، مؤلّف من أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة ويدعى فينيثلين، مخصّص لعلاج اضطرابي نقص الانتباه والأرق من بين حالات أخرى.