قبل عام من الكارثة، حذر الباحث الليبي عبد الونيس عاشور من انهيار سد درنة في دراسة عام 2022، لكن السلطات تجاهلت تحذيراته، ما أسفر عن كارثة إنسانية.
وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفًا دمارًا كبيرًا.
وقال عاشور: "قمت بدراسة بعد حصولي على الدكتوراه عام 2022، بطريقة استخدمت فيها بعض التقنيات الهندسية وصور الأقمار الاصطناعية واستخدمت فيها بيانات حديثة".
وأضاف في حديث مع قناة "المسار الليبية"، أن "الأرقام التي حصلت عليها خلال هذه الدراسة تشير إلى أنه إذا لم يتم صيانة السدود، سيكون هذا الأمر كارثيًا وخطيرًا بالنسبة لكمية المياه فيها".
"تقدير عمق الجريان السطحي لحوض وادي درنة"
وكان الباحث الليبي نشر دراسته عام 2022 بعنوان "تقدير عمق الجريان السطحي لحوض وادي درنة"، محذرًا فيها السلطات من عدم صيانة السدود.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، قال عاشور: "نحن نعيش في حالة صدمة، لا يمكننا استيعاب ما يحدث والدولة لم تكن مهتمة، وبدلًا من ذلك مارسوا الفساد وانشغلوا بالمشاحنات السياسية".
كما حذر الباحث الليبي في دراسته من الزيادة السنوية في كمية مياه الأمطار، الأمر الذي يتجاوز القدرة الاستيعابية للسدود.
ووفقًا لـ"نيويورك تايمز"، فقد صمم سد درنة لحجز 22,5 مليون متر مكعب من المياه، لكن غزارة الأمطار بسبب العاصفة دانيال زادت الكمية حتى وصلت إلى 3 أضعاف تلك التي يستوعبها، ما أدى إلى انهيار السد الكبير الذي يعرف باسم سد أبو منصور، وتبعه السد الآخر الذي يعرف باسم سد البلاد.
انهيار سد وادي #درنة وعدد من المباني السكنية، جراء الفيضانات والسيول التي شهدتها مدن شرق #ليبيا pic.twitter.com/puZG2FmUrf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 11, 2023
وقال عاشور: "لو قام المسؤولون بأعمال صيانة، وقاموا بإنشاء مسارات جانبية للتخفيف، أو لجأوا إلى عمل سد في المنطقة الوسطى، بحيث يخففون الضغط لما وصلت البلاد إلى هذه النتيجة الكارثية وهذه الفاجعة".