الخميس 21 نوفمبر / November 2024

وضع كارثي في ليبيا.. تحقيقات رسمية حول أسباب انهيار سدّي درنة

وضع كارثي في ليبيا.. تحقيقات رسمية حول أسباب انهيار سدّي درنة

شارك القصة

مراسل "العربي" في ليبيا يستعرض آخر مستجدات الأوضاع في درنة وسوسة (الصورة: غيتي)
تعيش ليبيا على وقع أكبر كارثة في تاريخها الحديث وسط مخاوف من حصيلة ضحايا ضخمة في درنة التي اختفت مناطق واسعة منها جراء فيضانات العاصفة دانيال.

أمرت السلطات الليبية بفتح تحقيق عاجل بشأن أسباب انهيار سدّي درنة، وسط توقعات بحصيلة ضحايا مفزعة أكثر من المتوقع جراء الإعصار دانيال المدمر الذي ضرب الشرق الليبي، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".

وبينما تضاربت الأرقام بشأن الحصيلة المتوقعة جراء السيول والفيضانات، نقل مراسل "العربي" عن جهاز الإسعاف والطوارئ قوله بأنّ الحصيلة بلغت 5500 قتيل، وأكثر من 10 آلاف مفقود.

30 ألف مشرد جراء الإعصار

وفيما تشير تقارير إلى أنّ أعداد الضحايا تتخطى 6500 قتيل، تقول وسائل إعلام ليبية إنّ العدد وصل إلى 7 آلاف ضحية. ويؤكد مراسل "العربي" أنه رغم تضارب الأعداد، فإنّ حجم الخسائر في الأرواح والمفقودين يدل على حجم الكارثة التي حلت بالبلاد.

ولا تزال ليبيا تحت وقع الصدمة في أعقاب الفيضانات الكارثية التي خلفها الإعصار دانيال، وأسفر عن آلاف القتلى والمفقودين ودمر مدينة درنة، حيث لا تزال عشرات الجثث على قارعة الطريق ملفوفة بأغطية.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن ما لا يقل عن 30 ألف شخص يعيشون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة قد أصبحوا مشردين، ولا يزال عدد الضحايا غير مؤكد بعد مرور العاصفة يوم الأحد.

تحقيقات بشأن أسباب كارثة درنة

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، قد أوعز بفتح تحقيق عاجل في أسباب انهيار سدّي درنة شرقي البلاد خلال الإعصار الذي أودى بحياة الآلاف.

وقال الدبيبة في بيان مقتضب عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "خاطبت المستشار النائب العام بفتح تحقيق عاجل في ملابسات انهيار سدي درنة، ووجهت الأجهزة المعنية بالتعاون الكامل في ذلك".

وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" إبراهيم العبدلي، بأنّ التحقيقات التي سيجريها النائب العام ستشمل المساعدات الإنسانية كذلك، حول ما إذا كان هناك أي عرقلة لوصولها إلى المتضررين من أي جهة كانت، وسط شكوك حول إهمال في أعمال الصيانة الخاصة بسد درنة، الذي بني منذ عشرات السنوات. 

وأشار العبدلي إلى أن فرق الإغاثة الدولية بدأت تصل تباعًا، بداية من الفريق التركي الذي باشر أعماله في المناطق المنكوبة، إضافة إلى الفريق الجزائري الذي وصل أمس إلى المنطقة الشرقية، فضلًا عن الجسر الجوي القطري الذي وصلت منه إلى الآن ثلاث طائرات حطت في بنغازي، وكذلك وصول مساعدات من مصر وتونس، ومن المرتقب وصول فريق إنقاذ من إيطاليا ومالطا، وحتى فرنسا في الساعات المقبلة.

عائلات محاصرة في مدينة سوسة

وكانت المفوضية الأوروبية، قد أعلنت أمس الأربعاء، عن إرسال مساعدات من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى درنة في إطار آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.

وأكد العبدلي، أن الوضع في درنة لا يزال على ما هو عليه بعد الكارثة، مفيدًا بأن مدير الخدمات العامة في طرابلس قد تحدث عن جهود تبذل لتعبيد بعض الطرقات بغية الوصول بشكل أسرع إلى درنة، والسماح لأهالي المدينة بالدخول والخروج بطريقة أكثر انسيابية، وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة سوسة، حيث لا يقل الوضع لا يقل سوءًا عن درنة، وسط صعوبات بالدخول والخروج إليها، وسط أنباء بأن عائلات لا تزال محاصرة هناك. 

ولا يمكن الوصول إلى المدينة الآن إلا عبر مدخلين إلى الجنوب (من أصل سبعة)، وانقطع عنها التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطلت شبكة الاتصالات فيها وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.

ويظهر حجم الدمار واضحًا من المناطق المرتفعة فوق درنة، حيث أصبح وسط المدينة المكتظ بالسكان، والمبني على طول مجرى نهر موسمي على شكل هلال واسع، ومسطح تغمره مياه موحلة تتلألأ تحت أشعة الشمس بعد جرف مباني.

وقال وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان هشام أبو شكيوات لوكالة "رويترز": "البحر يلقي عشرات الجثث باستمرار"، مشيرًا إلى أن "عشرات الآلاف من الأشخاص أصبحوا بلا مأوى".

وأضاف: "نحتاج إلى مساعدات دولية، ليبيا ليس لديها الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الكوارث".

من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك في بيان صحافي، يوم أمس: "أشعر بحزن عميق لأن آلاف الأرواح قد جرفت بوحشية في شرق ليبيا"، مضيفًا أنه "تذكير قاس آخر بالتأثير الكارثي الذي يمكن أن يحدثه تغير المناخ على عالمنا".

وأضاف: "أدعو جميع الجهات السياسية الليبية الفاعلة إلى التغلب على الجمود السياسي والانقسامات والعمل بشكل جماعي لضمان وصول الإغاثة. هذا هو وقت وحدة الهدف".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close