تدور الأرض حول محورها كل 23 ساعة و56 دقيقة و4.09053 ثانية يوميًا، وتكون سرعة الدوران في أوجها عند خط الاستواء، حيث تبلغ 1770 كيلومترًا في الساعة، في حين تنعدم تقريبًا عند القطبين.
ويوضح جيمس زيمبلمان، كبير الجيولوجيين الفخري في متحف سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في واشنطن العاصمة، لمجلة "لايف ساينس"، أن الأجسام تدور حول نفسها بسبب قانون حفظ زخم الحركة الدورانية أو ما يسمّى بـ"الزخم الزاوي".
وتؤثر قوة الجاذبية على كتلة الأرض بشكل متساو من جميع الاتجاهات، الأمر الذي يكسبها شكلها المستدير، ويؤدي إلى بروز ما يُسمّى "عزم القصور الذاتي" الذي يتسبّب بدوران الأرض حول نفسها.
كما يتأثر دوران الأرض حول نفسها بقوة الجذب الناتجة عن القمر، والتي تتسبب بتباطؤ السرعة الدورانية للأرض بما يعادل 1 ميلليمتر في الثانية سنويًا.
تفاوت في سرعة دوران الأرض
وسجّل العامان الماضيان، تفاوتًا في سرعة دوران الأرض. ففي ديسمبر/ كانون الأول 2021، وجدت دراسة جديدة أن دوران كوكب الأرض بات أسرع مما كان عليه قبل نصف قرن، محذّرة من أن العالم مقبل على إزالة ثانية واحدة من الساعة الذرية في حال استمرّ هذا التسارع.
وفي التاسع من يونيو/ حزيران الماضي، قامت الأرض بدورة كاملة واحدة حول نفسها بمعدل أقلّ بنحو 1.59% ميلي ثانية من متوسط طول اليوم.
كما أنه في 26 يوليو/ تموز الماضي، سجّلت الأرض رقمًا قياسيًا جديدًا حين أنهت الأرض يومها بمعدل أقلّ من المعتاد بنحو 1.5 ميللي ثانية.
كيف حرفت البشرية محور دوران الأرض، وما تداعيات الانحراف على نظامنا اليومي؟#شبابيك pic.twitter.com/CdyMGbfN7B
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 26, 2021
ولكن ماذا سيحصل إذا توقّفت الأرض عن الدوران فجأة؟
يؤكد زيمبلمان أنه "لا توجد قوة طبيعية من شأنها أن تمنع الأرض من الدوران؛ وهذا جزء من سبب وجود الكوكب"، مشيرًا إلى أن الأرض لطالما كانت في حالة دوران منذ نشأتها، وهو أمر مثير للإعجاب.
وإذ يصف فكرة توقّف الأرض عن الدوران بشكل مفاجئ بأنها "فرضية مستحيلة ومجرد تجربة فكرية"، يوضح أن التوقّف المفاجئ للأرض لا يعني انعدام "الزخم الزاوي" لها عند خط الاستواء، حيث سيستمرّ هذا الزخم الزاوي المنقول للهواء والماء وحتى الصخور على طول خط الاستواء في التحرك بسرعته البالغة 1100 ميل في الساعة، ما يؤدي إلى تمزّق سطح الأرض وانشطارها إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ومن ثم التناثر إلى الفضاء الخارجي.
ويرى زيمبلمان أننا لن نفقد كل شيء إذا توقفت الأرض عن الدوران، موضحًا أن القطع التي انفصلت عن السطح ستستعيد بعضًا من قدرتها على الدوران، مع استمرار دوران الأرض والبقايا الممزقة في مسارها حول الشمس، وفي النهاية، ستسحب الجاذبية الأرضية هالة الشظايا المنصهرة وتلتصق من جديد في عملية تسمى "الالتحام".
ويلفت إلى أن التوقّف المفاجئ عن الدوران من شأنه أن يؤدي إلى تبخّر معظم المياه على سطح الأرض. وعلى الرغم من أننا سنفقد معظم المياه المتبخّرة، من المرجّح أن يندمج بعضها في معادن صلبة جديدة مثل "الزبرجد الزيتوني".
ويخلص إلى أنه لن يتم تجميع كلّ الشظايا المتطايرة في عملية الالتحام، حيث سيصطدم جزء منها بالقمر بفعل جاذبيته، مما سيسفر عن عدد لا يحصى به من الحفر على سطحه.