تجربة مريرة لطلبة عرب وأجانب.. عودة "خطرة" من أوكرانيا إلى بلدانهم
عاد نحو 500 طالب مغربي إلى بلادهم هربًا من الحرب الدائرة في أوكرانيا التي اختاروها موطئًا لمستقبلهم، في بداية عملية إجلاء تقول السلطات المغربية إنها الأكبر في تاريخها، بما يقدر بأنها ثاني أكبر جالية أجنبية للطلبة الدارسين في أوكرانيا.
وظلت أمهات الطلاب في المغرب معلقات برجاء عودة أبنائهن، لا بشهادات جامعية بل بأرواح على قيد الحياة، فلم يخطر للطلاب بأنهم سيسافرون لتحصيل العلم فقط بل ليراكموا أيضًا تجربة مخيفة في الهروب من القصف، والنزوح على حدود كانوا فيها غرباء.
وفي العاصمة الأردنية عمّان، حطت طائرة العائدين من الحرب، حينها توقفت الأمهات عن السؤال: هل تحول شظايا المعارك دونهن ورؤية أبنائهن مرة أخرى؟.
أما في تونس، فكان اللقاء مفعمًا بالمشاعر بين الطلاب وعائلاتهم، إذ قطع الطلاب التونسيون، مئات الكيلومترات للوصول إلى المعبر الحدودي، لكن آلاف آخرين من الطلبة العرب، سُدت في وجههم الممرات الآمنة للخلاص من حرب مباغتة.
فمن وصل إلى مدينة لفيف غرب أوكرانيا من الطلبة، يكون قد اجتاز الرحلة الأخطر، وقد سار قريبًا من الحدود، لكن ليس بسهولة يجتاز الطلبة هذه الرحلة خاصة الأفارقة منهم، الذين يقولون إن المعابر يفاضل للعبور عبرها حسب العرق ولون البشرة وملامح الوجه.
وعلى الحدود البولندية، يكابد الطلبة معاناة أخرى، ويفاوضون من أجل النجاة من الحرب التي لم تستثن أحدًا، حيث تمتد أحزانها على جغرافيا العالم الشاسع، ففي الهند حيث للبلاد أكبر جالية للطلبة في أوكرانيا، يقام بيت عزاء لطالب بقذيفة طائشة، ليصبح للحرب معارضون في بلاد أخرى وضحايا في أكثر من مكان.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.