تسببت غارتان إسرائيليتان، مساء الخميس، على منطقتي رأس النبع والنويري في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، بسقوط شهداء وجرحى. وتعد هذه الغارة الثالثة التي تستهدف وسط بيروت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، بحسب مراسل التلفزيون العربي.
ووفقًا للمعلومات الأولية، استهدفت الغارات الإسرائيلية عمارة سكنية مأهولة في منطقة النويري، فيما أعلنت وزارة الصحة عن 18 شهيدًا و92 جريحًا جراء هذا الهجوم، بينما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني لبناني قوله: إنّ الغارة الإسرائيلية على بيروت استهدفت قياديًا في حزب الله.
استهداف منطقة رأس النبع - النويري
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام: إنّ "غارة معادية استهدفت محيط منطقة رأس النبع - النويري" وهي مناطق سكنية مكتظة. وسمعت ثلاثة انفجارات، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
وأفاد مصدر أمني طلب عدم الإفصاح عن هويته بأنّ الضربات استهدفت موقعين في النويري، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتشنّ إسرائيل في شكل شبه يومي غارات تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الأساسي لحزب الله، لكنّ نادرًا ما تستهدف الضربات قلب العاصمة.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية، اليوم الخميس، مواقع لبنانية جديدة، فيما واصل حزب الله استهداف إسرائيل وصد محاولات التوغل انطلاقًا من جنوب لبنان.
وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام"، إن الطيران الإسرائيلي نفذ غارة على أطراف بلدة النبي شيت في بعلبك. كما نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة السادسة والنصف من مساء اليوم، غارة جوية مستهدفًا بلدة صير الغربية.
وفي الأثناء، استهدف الطيران الإسرائيلي بغارتين بلدتي الشعيتية والجبين في صور.
بموازاة ذلك، أصيب عدد من المدنيين بعد غارة للطيران الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، على محيط العين في بلدة كفررمان، وفق "الوكالة الوطنية للإعلام".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلًا بريًا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
تلك الغارات أسفرت حتى مساء الأربعاء، عن 1323 شهيدًا و3698 جريحًا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من 1.2 مليون نازح، وفقًا لبيانات رسمية لبنانية.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، استشهد لبنانيًا بينهم أطفال وأصيب آخرون، الخميس، جراء غارات إسرائيلية استهدفت منازل ومباني في بلدات الكرك وسحمر وميفدون بالنبطية، شرق وجنوبي البلاد، إلى جانب "دمار هائل".
وفي آخر تطور، أفادت وكالة الأنباء الرسمية باستشهاد 9 أشخاص بينهم أطفال في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في منطقة الكرك، بالبقاع شرق لبنان.
وقبل ذلك أفادت الوكالة بسقوط شهيدين وعدد من الجرحى وتدمير "هائل" لعدد من المنازل السكنية جراء غارة إسرائيلية على بلدة ميفدون في النبطية جنوب لبنان.
حزب الله يصد 8 محاولات توغل
في غضون ذلك، أعلن حزب الله، منذ فجر الخميس، عن 8 تصديات منه لقوات إسرائيلية في جنوب لبنان، إضافة إلى شن 9 هجمات على شمال إسرائيل، أبرزها منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.
وقال حزب الله في بيانات منفصلة إنه "استهدف بصواريخ موجهة دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى بلدة رأس الناقورة، ما أدىّ إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح".
وأضاف لاحقًا أنه "قصف بـ3 صليات صاروخية قوات إسرائيلية حاولت التقدم لإجلاء المصابين جراء تدمير هذه الدبابة".
أيضًا، لفت "حزب الله" إلى أنه "استهدف بصلية صاروخية قوات إسرائيلية أثناء تقدمها تجاه منطقة الكنَيسة، بين بلدتي ميس الجبل ومحيبيب".
وتابع أنه "قصف بـ3 صليات صاروخية تجمعين لجنود إسرائيليين بمنطقة خلة الشنديبة، في بلدة عيتا الشعب، ومحيط جبانة يارون، وتحركا لجنود آخرين في منطقة تلة المجدل ببلدة ميس الجبل".
إنذارات "مضللة"
في سياق ذي صلة، اتهمت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، اليوم الخميس إسرائيل بإصدار إنذارات "مضللة" للسكان لإخلاء مناطق في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، معربة عن مخاوفها من أنّها تهدف أساسًا لاقتلاع السكان من المنطقة الحدودية في ظل الحرب مع حزب الله.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو أنييس كالامار في بيان: إنّ "تحذيرات الجيش الإسرائيلي لسكان الضاحية، الحي ذي الكثافة السكانية العالية في جنوب بيروت، كانت غير مناسبة".
وذكرت أمنستي أنها حلّلت أكثر من 12 تحذيرًا للإخلاء وخرائط وأجرت مقابلات مع سكان في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
وأضافت أنّ التحذيرات تضمنت "خرائط مضللة" وتم نشرها "قبل وقت قصير، في إحدى الحالات، قبل أقل من 30 دقيقة من بدء الضربات، في منتصف الليل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي" فيما كان كثير من السكان نيام.
وينشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في شكل روتيني على حسابه على منصة إكس إنذارات بالإخلاء قبل الضربات التي تستهدف في شكل أساسي معاقل للحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية.
وقالت منظمة العفو: إنّ "تحذيرات إسرائيل في جنوب لبنان تغطي مساحات جغرافية واسعة ما يثير مخاوف إذا ما كانت مصممة عوضًا عن ذلك لإثارة عملية تهجير جماعي". وتابعت أنّ "الظروف التي تخلقها إجراءات إسرائيل في جنوب لبنان تخاطر بتهجير قسري لغالبية السكان المدنيين هناك".