استشهد صحافي وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على أطراف بلدة حدودية في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مراسل "العربي" علي رباح.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد المصوّر في وكالة رويترز عصام عبد الله، وإصابة 3 آخرين تم نقلهم إلى المستشفى، وسط استنفار للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
ونعت الوكالة المصور عصام عبد الله الذي استشهد أثناء قيامه ببث لقطات حية لحظة القصف الإسرائيلي، وقالت: "نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه".
حزب الله يتبنى الهجوم على مواقع إسرائيلية
في السياق نفسه، تبنى "حزب الله" الهجوم على مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان "ردًا على القصف الإسرائيلي المتكرر" على قرى لبنانية جنوب البلاد.
وقال الحزب في بيان: "ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية عصر الجمعة على محيط عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بمهاجمة المواقع الإسرائيلية".
ولفت إلى أن "المواقع الذي استهدفها هي العباد، ومسكفعام، وراميا، وجل العلام، بالأسلحة المباشرة والمناسبة وحققوا فيها إصابات دقيقة".
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أهداف تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان ردًا على قصف المواقع.
بدوره، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين مباشرة في قصفه المستمر على الأراضي اللبنانية "وصمة عار جديدة تضاف إلى سجله الأسود".
وأضاف في بيان: "ما قامت به إسرائيل في عدوانها المستمر على الأراضي اللبنانية وصمة عار جديدة تضاف إلى سجلها الأسود في القتل والعدوان".
وأردف: "رحم الله شهيد الإعلام عصام عبد الله وكل الأمل بالشفاء العاجل للجرحى الصحافيين والمصورين الذين تم استهدافهم اليوم بالقصف الإسرائيلي المباشر خلال تغطيتهم وقائع العدوان الإسرائيلي على الجنوب".
تحذيرات من التصعيد
وحذرت قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" في لبنان، الجمعة، من خروج ما أسمته "التصعيد مع إسرائيل جنوبي البلاد" عن السيطرة.
وقال المتحدث باسم "يونيفيل" أندريا تيننتي، في بيان: "وقع اليوم تبادل كثيف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في محيط بلدات علما الشعب وعيتا الشعب والضهيرة والعديسة وحولا".
وأضاف: "علمنا ببالغ الحزن أنه خلال تبادل إطلاق النار المذكور قُتل مصور صحفي لبناني، كما وردت أنباء عن إصابة صحفيين آخرين".
وتابع: "مع استمرار تصاعد التوترات بشكل خطير، يدعو رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، إلى وقف إطلاق النار بشكل عاجل"، مشيرًا إلى أن "احتمال خروج هذا التصعيد عن نطاق السيطرة واضح ويجب وقفه".
ولفت تيننتي إلى أن "اليونيفيل تعاونت بنشاط مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة الوضع".
قصف مدفعي على بلدات جنوبي لبنان
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي عصر الجمعة مناطق حدودية في جنوب لبنان، في تصعيد مستمر منذ نحو أسبوع.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي من سكان مستوطنة قريبة من الحدود اللبنانية اليوم الجمعة التحصن في منازلهم وإغلاق الأبواب والنوافذ، قائلًا إن هناك ما يشتبه بأنه عملية تسلل جارية لمسلحين.
وصدر الإنذار في حنيتا على بعد 500 متر من الحدود وقبالة قرية علما الشعب اللبنانية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان حصول "انفجار على السياج الحدودي" ألحق به "أضرارًا طفيفة". وقال إن وحداته ردت بقصف مدفعي باتجاه الأراضي اللبنانية.
وأفاد مصدر أمني لبناني لـ"فرانس برس" بأن القصف أعقب "محاولة تسلل" من الجانب اللبناني، مشيرًا إلى أن المعلومات الأولية تفيد أن "مجموعة فلسطينية" حاولت التسلل من دون أن تحقق هدفها.
تصعيد على الحدود
وتشهد المنطقة الحدودية في لبنان تصعيدًا منذ شن حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.
وكان مراسل "العربي" في جنوب لبنان قد كشف عن قيام الدولة اللبنانية بمنع حصول أي احتكاك بين اللبنانيين والفلسطينيين مع قوات الاحتلال على الشريط الحدودي.
وأشار مراسلنا علي رباح إلى أن إجراءات الجيش اللبناني كانت مكثفة جدًا على مداخل الجنوب، مشيرًا إلى أن حزب الله لم يدعو إلى تظاهرات على الحدود منعًا لأي احتكاك.