الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تحذيرات من شتاء صعب.. أسعار الغاز الأوروبي تواصل الارتفاع

تحذيرات من شتاء صعب.. أسعار الغاز الأوروبي تواصل الارتفاع

شارك القصة

تقرير حول الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الألماني بعد خفض واردات الغاز الروسي (الصورة: غيتي)
مع صعوبة إيجاد احتياطات كافية من الغاز يمكن من خلالها الاستغناء عن الواردات الروسية، تواصل أسعار الغاز الأوروبي ارتفاعها إلى مستويات لم تسجّل منذ أشهر.

استمر سعر الغاز الأوروبي أمس الجمعة بالارتفاع، في ظل صعوبة جمع الاتحاد الأوروبي احتياطيات كافية تمكّنه من الاستغناء عن واردات الغاز الروسي خلال فصل الشتاء القادم من دون إحداث نقص.

وتمّ تداول العقود الآجلة لغاز "تي تي إف" الهولندي، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بسعر 249 يورو للميغاواط/ ساعة، عند حوالي الساعة 11,50 بتوقيت غرينتش، وهو مستوى لم يُسجّل منذ الأيام الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا حين شهدت الأسواق تقلبات كثيرة. والخميس، أغلق عند مستوى تاريخي وصل إلى 241 يورو للميغاواط/ ساعة.

ومع ذلك، لا يزال سعر الغاز بعيدًا عن الذروة التاريخية التي تمّ تسجيلها في السابع من آذار/ مارس عند 345 يورو.

وأفادت الهيئة المشرفة على قطاع الطاقة في ألمانيا الخميس، أنّ البلاد قد لا تحقق هدف ملء خزّاناتها الذي حدّدته حكومة أولاف شولتس.

بدوره، حذّر رئيس الهيئة كلاوس مولر، من حصول نقص في مناطق عدّة في الشتاء، مشيرًا إلى أنّ الأمر لا يتعلّق "بشتاء واحد، بل بفصلي شتاء على الأقل، ويمكن أن يكون الشتاء الثاني أكثر صعوبة".

وتحاول أوروبا بصعوبة وقف اعتمادها على إمدادات الغاز الروسي، الذي تعول عليه ألمانيا بصورة خاصة.

وقالت وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا: إن إمدادات الغاز الروسي لأوروبا وصلت إلى أدنى مستوى لها في 40 عامًا بعدما انخفضت بنسبة 40% منذ بداية العام الحالي.

بموازاة ذلك، كانت الولايات المتحدة قد صدّرت كميات قياسية من الغاز الطبيعي المسال هذا العام إلى القارة العجوز.

وفي برلين، ستفرض الدولة ضريبة جديدة موضع جدل على الغاز اعتبارًا من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وستتسبب بزيارة كلفة الاستهلاك على الأفراد والشركات بنسبة 2,4 سنتًا للكيلوواط/ ساعة.

وحتى لو أن الحكومة وعدت بالتخفيف من وطأة الزيادة على الأكثر فقرًا، يرى محلّلو دويتشه بنك أن "صدمة فاتورة أكتوبر/ تشرين الأول ستؤدي إلى انخفاض في طلب الأسر".

استهلاك الكهرباء

في غضون ذلك، تتأثر الكهرباء بشكل تلقائي بتطوّر أسعار الغاز، إذ تعاني السوق من تكلفة محطّات الغاز (والفحم) التي يتم اللجوء إليها لضمان توازن النظام.

وقال المحلّلون في ريستاد إنرجي: إنّ ما ساهم في ارتفاع الأسعار "مستويات منخفضة من الرياح (للتوربينات الهوائية) بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الفحم والغاز".

وفي الوقت نفسه، أدّى الصيف الحار إلى الحدّ من إنتاج الكهرباء، إذ أثّرت موجة القيظ على أنظمة تبريد محطات الطاقة النووية، كما منع الجفاف الزوارق من إيصال الفحم إلى محطات الطاقة الألمانية. وحفزت موجة الحر على استهلاك الكهرباء للحصول على التكييف والتهوئة، ما يحدّ من التراجع الاعتيادي في الاستهلاك خلال فصل الصيف.

وتخطت كلفة الكهرباء تسليم العام المقبل في ألمانيا لأول مرة 500 يورو للميغاواط/ ساعة، مقابل ما يزيد بقليل عن 300 يورو في مطلع يوليو/ تموز.

ورأى جون بلاسار المحلل لدى "ميرابو" أنّ "هذه قد تكون أكبر أزمة طاقة في أوروبا منذ جيل على الأقل".

كذلك، تراجعت أسعار النفط الجمعة بنسبة 2,07% إلى 94,59 دولارًا لخام برنت، بحر الشمال المرجعي الأوروبي تسليم أكتوبر/ تشرين الأول، وبأقل من 1,99% إلى 88,72 دولارًا لغرب تكساس الوسيط (WTI) تسليم سبتمبر/ أيلول. 

والجمعة، انعكس ارتفاع الدولار مدعومًا باحتمال تشديد السياسة النقدية الأميركية، على النفط أيضًا.

ونظرًا إلى أنّ الدولار هو العملة المرجعية لسوق النفط، فإنّ ارتفاعه يؤثّر على القوة الشرائية للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close