شكلت اختبارات "كابشا" على محركات البحث وسيلة تساعد أصحاب المواقع الإلكترونية على التأكد من أن المستخدم هو إنسان حقيقي؛ إلا أن برامج الذكاء الاصطناعي غيّرت هذه الميزة.
فقد خدع أحدث إصدار من برنامج "تشات جي بي تي" هذا النظام، وتمكن من المرور عبر ادعاء أن المستخدم شخص أعمى، ليتمكن بعد ذلك من دخول الموقع من دون وجود أي إنسان حقيقي.
ما هي برامج الذكاء الاصطناعي؟
وقد جذب برنامج "تشات جي بي تي" اهتمامًا واسعًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي بفعل قدرته على إنشاء نصوص متقنة، مثل رسائل البريد الإلكتروني والمقالات والقصائد، في ثوانٍ فقط.
ويهدف تطوير برنامج "تشات جي بي تي" لجعل التحدث باستخدام الذكاء الاصطناعي يبدو أكثر سلاسة وطبيعية مثلما تبدو المحادثات بين البشر.
ويستطيع المستخدمون طرح أسئلتهم على الروبوت، وسيُجيبهم بجمل كاملة، كما يمكنه شرح مصطلحات أو مفاهيم علمية معقدة بطريقة مبسطة.
وحش يهدد البشرية
وكشفت صحيفة "ديلي ميل"، أن النسخة الرابعة من "تشات جي بي تي"، تمكنت، خلال اختبار من قبل بعض الباحثين، بالاتصال بشخص ما، حيث أكد البرنامج أنه ليس إنسانًا آليًا مستخدمًا لغة إنكليزية متقنة.
وقد يدعم هذا الحدث أصحاب نظرية أن ظهور الذكاء الاصطناعي لا يمثل لحظة ابتهاج، بل ربما يشهد العالم على صناعة وحش يهدد البشرية.
ويرى البعض أن التهديد الذي يمثله الذكاء الاصطناعي يتخطّى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المضللة على الإنترنت.
ولم تعد المخاوف من الروبوتات القاتلة ذاتية القيادة التي تشبه الطائرات بدون طيار مجرد خيال علمي، بل أضحت واقعًا في ساحة المعركة.
كما أن المعلومات المضللة التي تنتجها خوارزميات الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت مصدر قلق أيضًا.
قلق في أوساط عالم التكنولوجيا
وكانت بعض الشخصيات البارزة في عالم التكنولوجيا قد عبّرت عن هذه المخاوف في رسالة مفتوحة وقعها عدد من الشخصيات الرائدة في مجال التكنولوجيا، كمالك شركة "تويتر" إيلون ماسك، ودعوا فيها إلى تعليق أبحاث الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر على الأقل.
كما حذّر رئيس شركة "أوبين أي آي"، سام ألتمان مبتكر "تشات جي بي تي" نفسه، من الحاجة إلى الحماية من العواقب السلبية للتكنولوجيا، رغم أنه يعترف بأن هدفه النهائي هو إنشاء روبوت مدرك لذاته بذكاء إنساني.
وبحسب "ديلي ميل"، حذّر البروفيسور ستيوارت راسل، عالم الكمبيوتر البريطاني في جامعة كاليفورنيا، من العواقب الوخيمة عندما يصل الذكاء الاصطناعي إلى المستوى البشري.