فرضت ألمانيا وصاية على الفرع الألماني لشركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"، مما يعطي الجهات التنظيمية الاتحادية في البلاد السيطرة على مصفاتها في شفيت، وهي مصدر رئيس للوقود في برلين.
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب الصحافي الروسي أندريه أونتيكوف، في حديث إلى "العربي"، أن الخطوة التي أقدمت عليها ألمانيا، أمس الجمعة، هي بمثابة "سرقة".
ومع اعتقاده بأن الخطوة الألمانية تتماهى مع سياسة الغرب الحالية في مصادرة الممتلكات الروسية، يتوقع أونتيكوف أن ترد روسيا بالمثل، وتقوم بمصادرة الممتلكات الألمانية في الأراضي الروسية وغيرها.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد اعتبر أن بلاده يجب أن تصبح "القوة المسلحة الأفضل تجهيزًا" في أوروبا، داعيًا إلى زيادة نفوذ الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما تمثل الوصاية على شركة "روسنفت" أحدث خطوة من جانب ألمانيا لدعم صناعة الطاقة، التي تعاني من تداعيات الحرب في أوكرانيا.
"الأخطر"
من جانبه، رأى المستشار في شؤون النفط والغاز، مصطفى بازركان، خلال حديث إلى "العربي" من لندن، أن الخطوة الألمانية لم تنطلق من الحاجة الماسة للطاقة بقدر تمسكها بإستراتيجية التخلص من الاعتماد على الغاز الروسي، بالإضافة إلى أنها تجسد عدم رغبة ألمانيا بالانصياع إلى الابتزاز الروسي.
لكن بازركان أشار إلى أن حديث شولتس عن تحول ألمانيا إلى "قوة مسلحة" هو الأكثر أهمية من الخطوة نفسها، ويعتبر تصعيدًا خطيرًا في مواجهة روسيا.
وشكلت الحرب الروسية على أوكرانيا منعطفًا في السياسة الدفاعية الألمانية، ودفعت برلين إلى إنشاء صندوق خاص بقيمة مئة مليار يورو لتجديد معدات الجيش وتحديث إستراتيجيته.
"بايدن واستكشاف السبل"
وبينما يتصاعد التوتر بين ألمانيا وروسيا جراء هذه الخطوة، كان الرئيس الأميركي جو بايدن يؤكد، أمس الجمعة، لأسرتَي الأميركيَين المحتجزين في روسيا، نجمة كرة السلة بريتني غرينير والجندي السابق بول ويلان، أنه "يواصل استكشاف كل السبل الممكنة" لإعادتهما إلى بلادهما، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.
وعقد بايدن لقاءين منفصلين مع إليزابيث ويلان، شقيقة بول ويلان، وشيريل غرينر، زوجة بريتني غرينر. وقالت المتحدثة باسمه كارين جان بيير في بيان لم يشر إلى المفاوضات الجارية مع روسيا: "الرئيس ممتن لإتاحة الفرصة له لمعرفة المزيد حول بريتني وبول".
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أكد جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أن "المناقشات مستمرة".
وكانت روسيا أعلنت مؤخرًا أنها مستعدة لمناقشة تبادل سجناء مقابل إطلاق سراح الرياضية. وأكد كيربي أن واشنطن قدمت عرضًا "جادًا" لموسكو لكن الروس "لم يردّوا".
وحكمت محكمة روسية على لاعبة كرة السلة بالسجن تسع سنوات بتهمة تهريب القنب. واتخذت قضيتها بعدًا جيوسياسيًا في سياق الأزمة بين موسكو وواشنطن المرتبطة بالحرب الروسية في أوكرانيا.
وسلطت هذه المواجهة الدبلوماسية الضوء مجددًا على قضية ويلان الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 16 عامًا في روسيا بتهمة "التجسس".
