انطلق في الدوحة اليوم الأول من أعمال المؤتمر الدولي الـ 15 لحوار الأديان، حيث ناقش جملة من الموضوعات تناولت قضايا مهمة ومحورية تتعلق بالأسرة وهيكليتها، وقيمها الدينية والتربوية.
وخلال الحدث، أعلن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عن أسماء الفائزين بجوائز الدورة الخامسة للأفراد والمؤسسات الدينية الناشطة في دعم الأسر المتضررة جراء الفقر والكوارث والحروب والصراعات، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وحصلت الأسرة الفلسطينية "الصامدة" في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، على جائزة خاصة ضمن جوائز الدوحة العالمية لحوار الأديان.
"الأديان وهوية المنظومة الأسرية"
في التفاصيل، وتحت عنوان "الأديان وهوية المنظومة الأسرية" ناقشت الجلسة العامة الأولى للمؤتمر عددًا من الموضوعات من بينها هيكل البناء الأسري في الأديان من حيث المفهوم والمكانة والمسؤولية، والقيم الدينية والتربوية وتحقيق التكامل الأسري، فضلًا عن التطرق لموضوع الأديان والتضامن الأسري من حيث الحقوق والمسؤوليات.
وتناول المشاركون وفق وكالة "قنا" الصورة الحقيقية للأسرة انطلاقًا من الرؤية الدينية، ولفتوا إلى الأخطار والتحديات التي تواجه مؤسسة الأسرة اليوم، عبر ضرب أسس التربية التي ترتكز على القيم الأخلاقية والدينية، ونسف العادات والتقاليد الحسنة، التي تناقلناها عبر الأجيال المتعاقبة.
وأشارت الجلسة العامة الأولى إلى أن الأديان السماوية قد أولت الأسرة عناية بالغة، لتكون النواة الأولى التي يعمر منها الكون وتتفرع منها المجتمعات والشعوب، وحجر الأساس الذي يرتكز عليه البناء الاجتماعي.
فيما استعرضت الجلسة العامة الثانية، الدور المركزي للأسرة في التنشئة والتربية، وذلك عبر محاور رئيسية متعددة، منها: هيكل البناء الأسري في الأديان، والقيم الدينية والتربوية، والأديان والتضامن الأسري.
جائزة خاصة للأسرة الفلسطينية
من جهة ثانية، قامت كل من وزيرة الدولة للتعاون الدولي بالخارجية القطرية لولوة الخاطر ورئيس مجلس إدارة المركز إبراهيم النعيمي بتكريم الفائزين وتسليمهم الجوائز في حفل افتتاح المؤتمر الـ15 لحوار الأديان.
وحسب الوكالة القطرية، جاء موضوع الجائزة متماشيًا مع عنوان المؤتمر وشعاره، وفاز بها في مجال الأفراد الدكتورة أغادير جويحان مديرة عام مؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب بالأردن.
كما فاز بها الدكتور مادس جيلبرت، طبيب وناشط في مناطق الحروب والنزاعات خاصة في غزة، بينما فازت بالجائزة من المؤسسات جمعية الوقف الإسلامي في اليابان، ومنظمة الصداقة للتنمية المستدامة في الصين.
وتم منح جائزة خاصة للأسرة الفلسطينية "الصامدة" في غزة، وتسلمها يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية، التي ستوصلها ضمن المساعدات المقدمة للأسر الفلسطينية.
وألقى الطفل الفلسطيني رمضان محمود أبو جزر من غزة كلمة في حفل تسليم الجوائز، "استعرض فيها المآسي التي تعانيها الأسر الفلسطينية والقطاع عموما بسبب العدوان الإسرائيلي عليه".
وشدد بحسب "قنا" على "مصادرة الاحتلال لحقوق الأسر والأطفال الفلسطينيين في الحياة والعيش بكرامة"، ولفت إلى أن "15 ألف طفل سُلبت أحلامهم (استشهدوا) بسبب هذه الحرب الوحشية".
في هذا الإطار، أكدت الدكتورة عائشة يوسف المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، أهمية موضوع المؤتمر في ظل المتغيرات العالمية المعاصرة والتحديات التي تواجهها الأسرة وحقوق أفرادها، وضرورة العمل على حمايتها واستقرارها.
ونبهت، خلال ترأسها الجلسة الأولى للمؤتمر إلى ما تعانيه الأسرة والمرأة الفلسطينية منذ شهور بسبب الانتهاكات الإسرائيلية التي تطالها على جميع المستويات، والمعاناة الصعبة التي تعيشها جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت: "علينا ألا ننسى الأسر الفلسطينية التي تم شطبها من السجلات المدنية".
وجرى إطلاق جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان عام 2013، لدعم وتشجيع جهود مبادرات وإنجازات الأشخاص والمؤسسات التي لها أثر بارز في تعزيز مبدأ الحوار وترسيخ ثقافة السلام.