أفاد مراسل "العربي" ببدء عملية إغلاق نهر العاصي، مع تأكيد السلطات سعيها للسيطرة على أزمة المياه التي غمرت قرية تلول في محافظة إدلب بالشمال السوري خلال الساعات الماضية.
ووفق مراسلنا تم إخراج جميع العوائل من المنازل القريبة من منطقة النهر، حيث تم نقلهم باتجاه مناطق أخرى، فيما لا تزال السيارات التي تحمل الأهالي الفارين تتجه نحو مناطق جبلية.
وكانت فرق الدفاع المدني، قدّ حذّرت الأهالي القريبين من المنازل المتضررة من تسرّب نهر العاصي بضرورة الانتباه، ومغادرة بعض الأحياء بسبب استمرار تدفق المياه بقوة.
انهيار الساتر الترابي
وأوضح مهندسون، أن هذا التدفق المائي يعدّ الأول من نوعه في هذه المنطقة وأدى إلى انهيار الساتر الترابي الذي كان موضوعًا لحماية قرية تلول والأراضي الزراعية المحيطة.
أما السبب الرئيسي لارتفاع منسوب المياه بحسب مراسلنا من تلول، فيعود إلى فتح النظام السوري لبوابات سدّ الرستن الذي يبدو أنه تضرر بشكل بسيط من الزلزال، وذلك خوفًا من انهياره.
في المقابل، أدت الأضرار الناتجة عن الزلزال إلى تخفيف جريان النهر باتجاه الأراضي التركية، فضلًا عن أن الأمطار الغزيرة الناتجة عن المنخفض الجوي الأخير أدت إلى ارتفاع منسوب النهر.
صعوبات في تأمين الآليات
ويلحظ مراسل "العربي"، تضرر عدد من الأراضي الزراعية بشكل كبير، مشيرًا إلى أن وزارة الإدارة المحلية ووزارة الزراعة في المنطقة بدأت في توجيه المهندسين والآليات باتجاه موقع فتح الساتر الترابي لإغلاقه وتصريف المياه عن القرية، إلا أن كميات المياه كبيرة جدًا وغمرت قسم كبير من الأحياء الشمالية.
ويضيف: "تقع قرية تلول داخل الحدود السورية التركية، وهنالك صعوبات في تأمين الآليات الثقيلة التي ستساعد في عملية إغلاق الساتر بسبب انشغالها في عمليات انتشال المصابين، مما سيؤخر عملية إغلاق النهر.. لكن السلطات المحلية طمأنت الأهالي وقالت إنه سيتم تلافي هذه المشكلة خلال الساعات المقبلة، من خلال تدعيم الساتر بكميات إضافية من التراب".
وضع مأساوي في تلول
توازيًا، يتخوف الأهالي من استمرار تدفق المياه نحو المناطق السهلية، بحيث ستكون هذه المناطق جميعها منخفضة أكثر من نسبة ارتفاع المياه في منطقة نهر العاصي، بينما يقدر أن عدد المباني المتضررة من الزلزال قد تخطى الـ 20.
ويردف مراسلنا: "الأوضاع مأساوية جدًا في هذه المنطقة، فمن لم يتضرر من الزلزال لم ينجو من غرق المياه وبات عليه الفرار باتجاه مراكز الإيواء التي أصبح الضغط عليها كبيرًا".
ويبلغ عدد سكان القرية قرابة 2000 نسمة، نزح نحو نصفهم جراء الزلزال وتسرب المياه، في حين القسم المتبقي مهددون بالنزوح لا سيما وأن معظم الأبنية في تلول أصبحت متضررة بينما لا تزال الهزات الأرضية مستمرة منذ لحظة وقوع الزلزال المدمر فجر الإثنين.
