أبدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، اليوم الخميس، قلقها "العميق" بشأن تأثير الهجمات الإسرائيلية على التراث الثقافي في قطاع غزة.
وذكرت اليونسكو في بيان أن التراث الثقافي في غزة بات في خطر جراء الهجمات الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
صعوبة حماية التراث الفلسطيني بغزة
وأشارت إلى أنه يصعب حاليًا حماية التراث الثقافي في القطاع الفلسطيني، بسبب نقص سياسات الحفاظ والموارد والاشتباكات.
وأكدت المنظمة الأممية أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة تسبب في "أزمة إنسانية واسعة النطاق ودمار مادي" وأثر على جميع مجالات الحياة المدنية.
وأضافت أن الأنشطة الرامية لحماية المباني التاريخية في غزة محدودة بسبب الوضع الأمني وعوائق الوصول، وأن التحقيقات في الوضع الحالي للمباني القديمة لم تتم إلا باستخدام صور الأقمار الصناعية في هذا الوقت.
وأوضحت المنظمة في هذا الإطار أن الصور التي التقطها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات" تؤكد أن ما لا يقل عن 22 منطقة محمية، بما في ذلك 5 دور عبادة ومتحف واحد و3 مواقع أثرية، تضررت في غزة حتى 21 فبراير/ شباط الحالي.
ودعت اليونسكو الأطراف إلى الالتزام باتفاقية لاهاي لعام 1954، التي تمنع تدمير وإلحاق الضرر بالتراث الثقافي في النزاعات المسلحة.
وطالبت بـ"توفير كافة الظروف" لحماية التراث الثقافي المهدد بالانقراض بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الأنشطة المنقذة للحياة في غزة تشكل "أولوية مشروعة".
تدمير أصول تاريخية
وفي 30 ديسمبر/ كانون الأول 2023 ذكر المكتب الإعلامي لحكومة غزة أن أكثر من 200 من أصل 325 أصلًا تاريخيًا وثقافيًا في المنطقة دمرت بسبب الهجمات الإسرائيلية.
ومن بين المباني التاريخية المدمرة المسجد العمري في جباليا (شمال)، وكنيسة جباليا البيزنطية، ومسجد الشيخ شعبان، وجامع الظفر دمري في منطقة الشجاعية بمدينة غزة، ومقام الخضر في مدينة دير البلح، ومسجد خليل الرحمن في خانيونس (جنوب)، ومركز مخطوطات.
والجامع العمري في مدينة غزة، الذي انهارت جدرانه ومئذنته. ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع، وهو الأكثر شهرة في غزة.
وخلال الحرب على غزة، تحوّلت الثقافة والتاريخ بالنسبة للفلسطينيين القلائل الذين بقوا في القطاع، وللنازحين الذين يأملون في العودة إلى منازلهم، إلى مجرد ذكريات.