وصفت منظمة بتسليم الإسرائيلية في بيان المنطقة العازلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عند حدود قطاع غزة بأنها "جريمة حرب".
وأضافت المنظمة أن تحليل الباحث في قسم الجغرافيا في الجامعة العبرية في القدس عدي بن نون، لصور الأقمار الصناعية أظهر أن إسرائيل هدمت 1072 مبنى حتى تاريخ 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، من أصل 2824 مبنى يبعد عن الحدود كيلومترًا واحدًا أو أقل، معظمها مبان سكنية.
ويضيف بن نون أن المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالمباني توجد بالقرب من خانيونس جنوب القطاع، حيث جرى هدم 704 من أصل 1048 مبنى يقع ضمن النطاق المذكور، أي نحو 70% من المباني.
وبينما ذكر كل من كوري شير من جامعة مدينة نيويورك وجيمون فان دن هوك من جامعة أوريغون، أن الأرقام أعلى من ذلك، أكدا أن عدد المباني التي هدمت في المنطقة المخصصة للحزام "الأمني" لا يقل عن 1329 مبنى.
"المنطقة العازلة"
وبحسب المنظمة، يُجسد الدمار في بيت حانون هذه السياسة التي تتبعها إسرائيل، إذ "يمكن أن نرى في صور الأقمار الصناعية تدمير حي بأكمله كان يشمل أكثر من 150 مبنى سكنيًا ومدارس ومستشفيين، وكانت المنطقة محاطة بمساحات زراعية قد جرى تدميرها كلها".
وتضيف: "مثال آخر على هذه السياسة هو هدم بلدة خزاعة (جنوب) الواقعة مقابل "كيبوتس نير عوز"، وكانت منازلها الأقرب إلى الحدود، لقد هدم الجيش جميع المباني التي كانت في خزاعة بما فيها منازل ومسجد ودفيئات زراعية وكذلك الأراضي الزراعية التي كانت تحيط بها".
ورسميًا، لا تعترف إسرائيل بأنها تعتزم إنشاء حزام "أمني" على امتداد الحدود، إذ يكرر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي وجهات رسمية أخرى أن أعمال الهدم الموسعة سببها تصرفات حركة حماس، وأن جميع أعمال الهدم التي طالت المنازل والطرق والأراضي الزراعية تستهدف البنية التحتية "للإرهاب"، حسب تعبيره.
وعلى سبيل المثال، في رد على تقرير صحفي تناول إنشاء الحزام "الأمني"، ادعى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن حماس "غرست الأصول العسكرية في مناطق مكتظة بالسكان، وأن الجيش يحدد مواقع منشآت الإرهاب ويدمرها، بما في ذلك تلك المدمجة داخل مبان سكنية في هذه المناطق"، حسب قوله.
وتابع الناطق في رده: "في بعض الحالات تتحول أحياء بأكملها في قطاع غزة إلى مجمعات قتالية تشتمل على كمائن ومراكز قيادة وتحكم ومخازن أسلحة وأنفاق قتالية ونقاط مراقبة ومنصات إطلاق نار ومنازل مفخخة وشوارع مزروعة بالمتفجرات".
غير أن تصريحات رسمية أخرى توضح أن إسرائيل تعتبر إنشاء الحزام "الأمني" جزءًا من منظومة دفاعية لحماية بلدات الجنوب، وأن هذه ضرورية لتمكين سكانها من العودة إلى منازلهم، حسب منظمة بتسليم الإسرائيلية.
وحول ذلك، قال هرتسي هليفي رئيس الأركان الإسرائيلي: إن الغاية من هذه الأنشطة هي "خلق شروط أمنية تتيح عودة آمنة لسكان غلاف غزة". كذلك أوضح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن "هدم المباني غايته توفير الشروط الأمنية المطلوبة لإتاحة عودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
لكن هذه الغاية لا تبرر التدمير الشامل داخل قطاع غزة وإنشاء حزام "أمني"، حسب المنظمة التي اعتبرت أن أعمال الهدم التي تنفذها إسرائيل لتحقيق هذه الغاية محظورة وتشكل جريمة حرب إذ تنفذ كوسيلة وقائية غايتها مجابهة خطر مستقبلي، والهدم لسبب كهذا ممنوع منعًا باتًا.