نُقل الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد بشكل عاجل، صباح اليوم الثلاثاء، من سجن "الرملة" إلى المستشفى، إثر تدهور خطير جدًا طرأ على حالته الصحية.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد حذرت من استشهاد الأسير أبو حميد، من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، في أي لحظة، كون الاحتلال يتعمد ممارسة الإهمال الطبي بحقه، ولم يعد منذ شهرين يتلقى أي جرعة علاج، لأن جسده لم يعد يقوى أو يتجاوب مع تلك العلاجات.
تدهور الحالة الصحية لأبو حميد
وبدأ الوضع الصحي للأسير بالتدهور بشكل واضح منذ شهر أغسطس/ آب 2021، حيث بدأ يعاني من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم على الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان" قبل تماثله للشفاء، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة.
ولاحقًا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرًا بتلقيها.
وواجه الأسير أبو حميد ظروفًا صحية صعبة جراء الإصابات التي تعرض لها. وخلال الفترة التي سبقت ظهور المرض، واجه سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج، عدا عن ظروف السجن القاسية، تحديدًا في "عسقلان" الذي يعتبر من أسوأ السجون من حيث الظروف، ومع ذلك تحتجز فيه مجموعة من الأسرى المرضى.
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2021، خضع لعملية جراحية في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، لاستئصال الورم في الرئتين، ونقل مجددًا بعد فترة وجيزة إلى سجن "عسقلان".
والدة الأسير #ناصر_أبو_حميد تؤكد أن الاحتلال يتكتم على الوضع الصحي لابنها#فلسطين pic.twitter.com/IAkJtstFdS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2022
والأسير أبو حميد هو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد.
كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.
إهمال طبي متعمد بحق 3 أسرى مرضى
وفي سياق متصل، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن إدارة سجون الاحتلال لا تتوقف عن انتهاج أساليب الاستهتار الطبي بحق الأسرى المرضى، وتجاهل أوجاعهم بشكل مقصود، خاصة مَن يعانون مِن مشاكل صحية صعبة، وذوي الأمراض المزمنة.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي الثلاثاء، أن إدارة سجون الاحتلال تتعمد الاستمرار بتلك السياسة، بهدف قتل الأسرى بشكل بطيء، وذلك عبر إهمال أمراضهم، وحرمانهم من العلاج، وزجهم بأوضاع اعتقالية ومعيشية مأساوية، تؤدي إلى إصابتهم بأمراض مفاجئة.
وأشارت لتفاصيل الوضع الصحي لثلاث حالات مرضية يقبعون بمعتقلي "ريمون ونفحة" بظروف صحية غاية في السوء، إحداهما حالة الأسير بلال أبو غانم (29 عامًا) من بلدة جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة، والمحتجز في معتقل "ريمون".
وبينت أن أبو غانم يعاني من آلام حادة في ظهره ومن غضاريف في الفقرتين الثالثة والرابعة، والتي أُصيب بها بعدما تعرض للإيذاء والضرب العنيف أثناء اعتقاله خلال عام 2015، عدا عن إصابته برصاصتين إحداهما في رجله وأخرى في صدره، ومؤخرًا بات يعاني من خدران كامل بجسده.
وأكدت أن أبو غانم بحاجة ماسة لتحويله إلى طبيب عظام متخصص لتقديم العلاج له، ولتزويده أيضًا بفرشة طبية تساعده ولو بشكل بسيط على تجاوز حدة آلامه.
أما الأسير عصام زين الدين (38 عامًا) من مدينة نابلس، والقابع حاليًا في معتقل "نفحة" الصحراوي، فهو يشتكي من حساسية مزمنة بجلده، والتي يعاني منها منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تُسبب له انتشارًا كبيرًا للبثور في جسده، وحكة وأوجاعًا لا تُحتمل.
وحسب الهيئة، فإن زين الدين بحاجة بشكل جدي لإجراء فحوصات طبية دقيقة لتشخيص ماهية ما يعانيه وعلاجه بشكل سليم، لكن إدارة سجون الاحتلال تتجاهل حالته مدعية بأن عليه أن يتعايش مع وضعه الصحي.
كما يعاني الأسير منصور الخطيب من مدينة قلقيلية من البواسير والتي تُسبب له نزيفًا بشكل كبير، وهو بحاجة لتحويله بشكل سريع إلى طبيب متخصص وإجراء عملية جراحية له، لكن إدارة "نفحة" تتعمد المماطلة في نقله ومعالجته.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون الإسرائيلية نحو 600، من أصل 4600 أسير، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.