يدفع المشروب الذي يلجأ إليه الباحثون عن الصفاء ثمن المزاج المتعكّر لاقتصاد العالم ومناخه؛ وهو ما حفّز أسعار البن نحو مزيد من الارتفاع.
وكانت تحذيرات قد أُطلقت من أن محصول البن سيكون في حالة تذبذب. وعلى مستوى الأسباب، فإن التغيّر المناخي وتطرفه بين الجفاف والصقيع والحرارة العالية تُعدّ المباشرة منها، تتبعها أخرى تتعلق بنضوب الموارد المائية.
وتمثل هذه الموارد شرايين تتغذى منها سائر الزراعات لا القهوة فحسب.
بدورها، تصدر بيوت الخبرة إشارات لا تدعو إلى التفاؤل، فالمساحات المخصّصة لزراعة البن عرضة لمزيد من الضرر.
وتلتقط الأسواق تلك الإشارات دافعة الرطل الواحد إلى مستوى دولارين و36 سنتًا، في سعر هو الأعلى منذ عشر سنوات، حين بلغ الرطل عام 2011 حاجز الثلاثة دولارات.
ردة فعل متوقعة
وتعاني البرازيل من الجفاف والصقيع، فتنحسر إمداداتها من قهوة أرابيكا المصنعة هذا العام.
أما فيتنام، التي تعتبر ثاني منتج للبن عالميًا، فقد ساهم تجديد الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا فيها وتباطؤ الشحن عبر موانئها في صعود أسعار الروبوستا، الحبوب المستخدمة بعد طحنها في إعداد قهوة الإسبرسو.
وتجاوز هذا الارتفاع الـ50%، ليفوق ثمن الكيلوغرام الواحد مستوى الدولارين والثلاثين سنتًا.
تداعيات التغير المناخي.. الأسعار العالمية للقهوة تقفز لأعلى مستوياتها خلال عشر سنوات pic.twitter.com/EeFP0M6hVG
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 3, 2021
وبشأن كولومبيا، فقد ساهم تضاعف سعر حبوب قهوة الأرابيكا في تحسّن مستوى معيشة 540 ألف أسرة تعيش على زراعة البن.
ويرون أن بلوغ ثمن الرطل الواحد منها 3 دولارات أمر قريب المنال.
وتمرّ الدول المنتجة الأخرى بما تمر به البرازيل وفيتنام وكولومبيا، لأنها تنتج صنفًا تغيّرت عليه ظروف المناخ والشحن فكانت رد فعله متوقعة. ولا يبدد هذه الحقيقة سوى تبدّد العوامل المؤثرة في تغيّر أسعار البن وإمداداته.