بهدف الحفاظ على تراث القاهرة الإسلامي، أطلقت المهندسة المصرية مي الإبراشي مبادرة فريدة من نوعها عام 2012 حملت شعار "الأثر لنا".
وتوخّت الإبراشي من خلال مبادرتها هذه، عودة الروح إلى آثار القاهرة الإسلامية، وفتح أبواب البيوت والمساجد والمدارس الأثرية، أمام أبناء هذا الجيل من المصريين.
وعن هذه المبادرة، تقول المهندسة مي الإبراشي لـ"العربي" إنه يجري العمل على ترميم المباني التاريخية وإعادة توظيفها لخدمة المجتمع، وتعليم التراث للأطفال والسيدات، فضلاً عما يسمى بـ"صناعات التراث" ويعني العمل على أي مجال يستفيد من الآثار والتراث ويدرّ الأموال.
ورغم أن بيوت المصريين حاليًا تتجاور مع منازل أسلافهم من العصور الفاطمية والمملوكية والعثمانية وغيرها، لكن لا يمكن زيارة هذه البيوت بفعل سياسات الإغلاق للأماكن الأثرية حماية لها والتي بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي.
مبادرة "الأثر لنا" في #القاهرة تحاول إحياء التراث الإسلامي#شبابيك #مصر تقرير: محمد طلبة رضوان pic.twitter.com/qc4k0YKFET
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 6, 2023
تراث القاهرة الإسلامي
ويشير أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة عين شمس، حسام إسماعيل، إلى أن مدينة القاهرة الإسلامية استطاعت منذ عصور، لفت انتباه العالم وتحديدًا خلال العصر المملوكي.
ويلفت إسماعيل في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إلى أن الآثار المصرية تعرّضت إلى الإهمال في فترة الخمسينيات حتى أوائل السبعينيات، إلى أن أولت السلطات الاهتمام بها وترميمها بعد حرب 73، وقد تم تسجيلها في منظمة اليونيسكو عام 1979. أما عام 1980، فعُقد المؤتمر الأول للحفاظ على القاهرة الإسلامية وتم تحديد خريطة القاهرة التراثية.
ويؤكد على أهمية مبادرة "الأثر لنا" وغيرها للحفاظ على الأبنية التاريخية والآثار الإسلامية، ولا سيما أنها تعيد استخدام هذه الآثار مما يساعد على بقائها، عكس المبادرات الحكومية التي تعيد إقفال الآثار بعد ترميمها.
ويلفت إسماعيل إلى ضرورة تكثيف المبادرات الأهلية لترميم المباني غير المسجلة بشكل رسمي بعد وإعادة استخدامها، في ظل شح إمكانيات الدولة.