مع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، أعلنت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون، اليوم الإثنين، ترشحها إلى الانتخابات الرئاسية المقررة بعد شهرين.
ويعد ترشح شمعون نادرًا لامرأة، إلا أنه ينطبق عليها شرط تخصيص منصب الرئيس للمسيحيين المارونيين ضمن المحاصصة الطائفية المعمول بها في لبنان.
وتنتهي ولاية الرئيس الحالي ميشال عون في 31 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويرجح عدم إجرائها في موعدها، بسبب عمق الأزمة السياسية والانقسامات في البلاد، وعدم اتفاق القوى السياسية التقليدية على اسم الرئيس المقبل.
ولم تتمكن هذه القوى حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة إثر الانتخابات النيابية التي جرت في مايو/ أيار الماضي، إذ يتسلم نجيب ميقاتي منذ الشهر المذكور حكومة تصريف الأعمال.
"خدمة لبنان"
وقالت شمعون البالغة من العمر 61 عامًا، في مؤتمر صحافي: "جئت لأكرس نفسي لخدمتكم، خدمة لبنان، لأعلن لشعبي وممثليه وهم نواب الأمة، عن ترشحي للانتخابات الرئاسية اللبنانية القادمة".
وأضافت أن ترشحها يقوم على "رؤية جديدة للجمهورية قادرة أن تعطي حلولًا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يرزح تحت عبئها الوطن".
وتتوزّع الرئاسات الثلاث الأولى في لبنان على قاعدة مذهبية: رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة المجلس النيابي للشيعة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة. ولا يملك رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة.
وانتخب عون في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 رئيسًا للجمهورية بعد عامين ونصف من شغور المنصب، بدعم من حزب الله، القوة السياسية والعسكرية النافذة في البلاد، في إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف.
ومن شأن الوضع في لبنان الغارق منذ ثلاث سنوات في انهيار اقتصادي غير مسبوق، أن يتدهور أكثر في حال حصول شغور في منصب الرئاسية مجددًا، كون ذلك سيزيد من شلل المؤسسات الرسمية المنهكة أساسًا.
وكان رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، قال قبل أسبوعين تقريبًا، إنّ وجهات النظر بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون "متقاربة" في ما يخص تشكيل الحكومة الجديدة.
وتحاول الأحزاب اللبنانية، التوافق في ما بينها على اسم جديد للرئاسة، إلا أنها تشترط أن يكون غير منحاز إلى أي طرف، كما في حالة عون الذي يعد أبرز حلفاء حزب الله في لبنان وبخاصة عبر حزب التيار الوطني الحر الذي يتزعمه صهر عون، وزير الخارجية السابق جبران باسيل الطامح هو أيضًا بدخول قصر بعبدا.
ويعد ترشح شمعون للمنصب خطوة نادرة تقوم بها امرأة، إذ إنه عام 2014، أعلنت المحامية نادين موسى غير المعروفة في المجال السياسي ترشحها للانتخابات الرئاسية.
وفي 2004، أعلنت النائبة السابقة نايلة معوض نيتها الترشح للمنصب قبل تطورات دراماتيكية شهدتها البلاد في حينه وتم خلالها التمديد للرئيس إميل لحود آنذاك.
من هي ترايسي شمعون؟
شمعون هي ابنة داني شمعون، النجل الأصغر لرئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون (1952-1958).
وقد اغتيل والدها مع زوجته وطفليه داخل منزلهم عام 1990.
واتهم آنذاك حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع باغتيالهم، وقد أمضى 11 عامًا في السجن ليكون زعيم الحرب الوحيد الذي دخل السجن وحوكم في ملفات متعلقة بالحرب.
ويعتبر جعجع، الذي قال إنه "مرشح طبيعي" للرئاسة، أن محاكمته كانت سياسية.
وشمعون ابنة داني من الممثلة الأسترالية باتي مورغان، وهي تحمل الجنسية البريطانية.
وتولت منصب سفيرة لبنان في الأردن لثلاث سنوات ابتداء من يوليو/ تموز 2017، قبل أن تستقيل في أغسطس/ آب 2020 بعد انفجار مرفأ بيروت المروع، الذي حُملت الطبقة السياسية مسؤوليته جراء الإهمال والتقصير.