Skip to main content

ترشيحات حكومة ترمب.. شخصيات متطرّفة ولوبي داعم لإسرائيل

الأربعاء 13 نوفمبر 2024
يُشكّل ترمب أركان إدارته الجديدة من خلال ترشيحات مفاجئة- غيتي

في مشهد يعكس عودة دونالد ترمب إلى الواجهة السياسية الأميركية، تتشكّل ملامح إدارته الجديدة داخل صورة تؤطرها ثنائية الولاء لسياساته واتهامها بالتشدّد، ودعم إسرائيل.

ويُعيد ترمب تشكيل فريقه، مستهدفًا بذلك إرساء أركان إدارة تختلف جذريًا عن سابقتها.

في خطوة مفاجئة، رشّح ترمب المذيع والمحلل السياسي في شبكة "فوكس نيوز"، بيت هيغسيث، على رأس وزارة الدفاع.

لا يُخفي هيغسيث العسكري السابق في الحرس الوطني والذي خدم في أفغانستان والعراق وخليج غوانتانامو في كوبا، معارضته للمبادئ التقدمية داخل الجيش، ويعتبر انتقاده لسياسات التنوع والعدالة الاجتماعية محورًا في خطابه الإعلامي.

لكن بالنسبة إلى كثيرين، يُنذر تعيين هيغسيث بتطهير مقبل داخل الجيش، لصالح إعادة السيطرة المحافظة عليه.

لوبي مؤيد لإسرائيل

وفي خضم تشكيل فريقه الجديد، تداولت الأوساط السياسية خبر احتمال اختيار الرئيس المنتخب للسيناتور ماركو روبيو لتولّي وزارة الخارجية، في خطوة من شأنها تعزيز التوجّه المتشدّد للإدارة المقبلة تجاه الصين.

 ويُعتبر روبيو السيناتور عن ولاية فلوريدا والمعروف بمواقفه الحادة تجاه الصين وروسيا وإيران، أحد "الصقور" الجمهوريين في ملفات السياسة الخارجية.

 ولا يخفي روبيو دعمه الكبير لإسرائيل، ومع تداول اسمه مرة أخرى استعادت المنصات الرقمية فيديو له يبرر فيه العدوان الإسرائيلي على المدنيين في غزة في مثل هذا الشهر قبل عام.

كما اختار ترمب حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرًا لدى إسرائيل، واصفًا إياه بأنّه "محب حقيقي لإسرائيل ودبلوماسي سيعمل من دون كلل لتحقيق السلام".

 لكنّ موقف هاكابي متطرّف تجاه القضية الفلسطينية، فهو يرفض استخدام اسم "الضفة الغربية"، معتبرًا أنّ هذه الأرض هي "يهودا والسامرة"، ويصرّ على دعم المستوطنات ويُعارض أي حقوق فلسطينية عليها.

كما انتقد هاكابي الرئيس الحالي جو بايدن بسبب ما اعتبره ضغطًا من الديمقراطيين على إسرائيل لتخفيف حملتها في غزة، بالإضافة إلى معارضة دعوات الإدارة الحالية لوقف إطلاق النار.

وأشاد كبار المسؤولين الإسرائيليين بترشيح هاكابي.

أما منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، فكان من نصيب النائبة الجمهورية إليس ستيفانيك التي لا تخفي أيضًا تأييدها الشديد لإسرائيل، حتى إنّها قامت باستجواب رؤساء الجامعات التي انطلقت منها الاحتجاجات المندّدة بالعدوان الإسرائيلي بشأن السياسات المتعلقة بمعاداة السامية.

وعلى الساحة الأمنية، يضع ترمب ثقته في مايكل والتز، رجل القوات الخاصة السابق والنائب عن ولاية فلوريدا، في منصب مستشار الأمن القومي.

ولا يُخفي والتز عداءه للصين وقلقه من التهديدات الروسية والإيرانية.

ولم يكن مفاجئًا ترشيح ترمب للملياردير إيلون ماسك، لقيادة وزارة مستحدثة تهدف إلى "رفع كفاءة الحكومة ومحاربة البيروقراطية وتقليص النفقات الحكومية".

ويبدو أنّ ماسك المعروف بشغفه بالتغيير الجذري، يجد الآن فرصة ذهبية ليصبح جزءًا من الحكومة، دون أن يكون مكبّلًا بالقوانين الحكومية المُعقّدة.

كيف تفاعلت مواقع التواصل؟

وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع ترشيحات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لفريقه الجديد.

وكتب عبد الناصر الجفري أنّ "تعيينات ترمب تكشف توجّهاته المستقبلية في المنطقة، من تعيين وزير دفاع يريد إبادة غزة، ومرشّح ليكون سفيرًا في الكيان لا يعترف بالضفة الغربية ويعتبر المستوطنات تجمعات مدنية، ومرشحيْن لوزارة الخارجية والأمن القومي معروفين بالدفاع عن الكيان"، متسائلًا: "كيف سيكون الموقف العربي؟".

وأعرب محمد سعيد عن اعتقاده بأنّ تعيينات ترمب لوزراء حكومته الجديدة تستند إلى معيار الأكثر تطرفًا في صهيونيتهم، لمنحهم منصبًا في حكومته.

واستشهد محمد بتعيين كريستي نويم وزيرة للأمن الداخلي، والتي سبق أن قدّمت مشروع قانون لمعاقبة منتقدي إسرائيل.

أما الصحفي شربل بركات فرأى أنّ خيار ترمب لوزارة الدفاع مقلق، مضيفًا أنّ المذيع في "فوكس نيوز" بيت هيغسيث يفتقر إلى أي خبرة في شؤون الدفاع رغم بعض الخبرة بشؤون المقاتلين.

وقال بركات: "اختيار ترمب لهيغسيت ونويم يبدو وكأنه قرار انتقامي من تعيين الجنرال ماتيس وإسبر في الولاية الأولى".

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة