غادر وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الإثنين القاهرة للتشاور مع قيادة الحركة بشأن الاقتراح الأحدث المعدل بشأن اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، ومن المتوقع أن يعود للرد خلال يومين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وعُقد اجتماع في القاهرة بين ممثّلي مصر وقطر، الدولتين الوسيطتين مع الولايات المتحدة، ووفد من حماس التي يُنتظر ردها على هذا المقترح الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل ومصر.
ومن المتوقع أن يزور وفد إسرائيلي اليوم الثلاثاء القاهرة لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين بشأن المقترح الأخير.
وبذلت مصر جهودًا حثيثة في الأيام القليلة الماضية لإحياء المفاوضات المتوقفة بين إسرائيل وحماس. وتشعر القاهرة بالقلق من احتمال مضي إسرائيل قدمًا في تنفيذ عملية برية في رفح على الحدود مع مصر. ورفح هي الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص نزحوا إليها منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
اتصال بين أمير دولة قطر والرئيس الأميركي
وتوازيًا مع المفاوضات الجارية في القاهرة، بحث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء الإثنين، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، جهود البلدين من أجل التوصل إلى اتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه أمير قطر من الرئيس الأميركي، وفقًا لبيان للديوان الأميري القطري، في ظل وساطة قطرية مصرية أميركية مستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
وقال البيان إن الجانبين بحثا "تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود البلدين من أجل التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة".
كما جرى خلال الاتصال "بحث العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية".
وفي وقت سابق الإثنين، بحث بايدن هاتفيًا أيضاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مستجدات المفاوضات الجارية للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
وأفادت الرئاسة المصرية، في بيان، بأن "الاتصال الهاتفي تناول آخر مستجدات المفاوضات الجارية والجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة في غزة ووقف إطلاق النار وتبادل الرهائن (الأسرى)".
وأضافت أن الرئيسين شددا خلال الاتصال الهاتفي "على خطورة التصعيد العسكري (الإسرائيلي) في مدينة رفح الفلسطينية؛ لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع، فضلاً عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة".
بدوره، أكد الرئيس المصري، خلال الاتصال الهاتفي، على "ضرورة النفاذ الكامل والكافي للمساعدات الإنسانية" إلى غزة، مستعرضًا "الجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد".
كما أكد الرئيسان المصري والأميركي على "ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع" في غزة، وجددا "تأكيد أهمية حل الدولتين باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة"، بحسب البيان ذاته.
وشدد الرئيسان على "الشراكة الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز علاقات التعاون الثنائي على شتى الأصعدة".
"ترقب حذر"
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، غير أنها لم تسفر عن بلورة اتفاق بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" من رفح أحمد البطة بأن هناك ترقبًا حذرًا من قبل الفلسطينيين في غزة حول صفقة تبادل أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن الناس في القطاع باتوا حذرين مع هذه الأخبار، ويتعاملون معها بدقة متناهية في ظل ما حصل معهم في الأسابيع الماضية.
وأضاف أن القصف الإسرائيلي الذي طال منازل الفلسطينيين من شمال قطاع غزة وحتى جنوبه في مدينة رفح خلال الـ24 ساعة الماضية، أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.
وتابع مراسلنا أن القصف الإسرائيلي يأتي في ظل تفاقم الوضع الإنساني والحالة الصحية المنهارة في قطاع غزة.
وأمس الإثنين، أعلن وزير خارجية مصر سامح شكري، في كلمة بمنتدى دولي بالرياض، وجود مقترح من بلاده على طاولة المفاوضات بشأن الوصول لهدنة في غزة، داعيًا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لدراسته، دون تفاصيل أكثر.
وبينما لم يصدر عن الجانب المصري أو حماس إعلان رسمي بشأن تفاصيل المقترح، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه "يتضمن إطلاق الأسرى الإسرائيليين البالغ عددهم 134 (وفق تقديرات تل أبيب) على 3 مراحل تبدأ بـ33 أسيرًا، ثم الباقي على مرحلتين بفاصل زمني قدره 10 أسابيع".
وأشارت الصحيفة إلى أن "حماس تطالب بإطلاق سراح 50 أسيرًا مقابل كل جندي إسرائيلي، و30 أسيرًا مقابل كل مدني تحتجزه".
بينما تتعهد إسرائيل، وفق المصدر ذاته، بـ"وقف كافة الاستعدادات للدخول إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة برًا، ووقف كامل لإطلاق النار لمدة عام، يتم خلاله الإعلان عن بدء تنفيذ التحركات لإقامة الدولة الفلسطينية".