أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الثلاثاء، زيادة كميات المياه المتدفقة من نهر دجلة إلى العراق لمدة شهر وذلك للمساعدة في التقليل من أزمة شح المياه التي يعاني منها العراق.
وطالب أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في العاصمة أنقرة، بضرورة تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
في المقابل، أكد السوداني أن العراق ملتزم بعدم السماح باستخدام أراضيه لشن هجمات على تركيا، مضيفًا أن المشاكل الأمنية يمكن حلّها بعيدًا عن استخدام العنف.
هل ينفّذ السوداني مطلب تركيا؟
وعن الملف المائي، أكد الباحث المختص في الشأن العراقي، نظير الكندوري، أن زيادة كمية المياه لمدة شهر لا يحل الأزمة في العراق، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع أصبح أقرب إلى ملف سياسي.
وقال الكندوري في حديث إلى "العربي" من بغداد، إن أنقرة تحاول الاستفادة من ملف المياه في محاولة للضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ تعهدتها بخصوص الشأن الأمني، وهو ما أشار إليه أردوغان بضرورة تصنيف حزب العمال كتنظيم إرهابي.
واعتبر أن أزمة المياه تضع الحكومة العراقية في حرج أمام مواطنيها، وقد خرجت تظاهرات عدة في البلاد جراء ذلك، حيث أن كميات المياه في العراق لا تكفي إلاّ للشرب بحسب تصريحات سابقة للناطق الرسمي باسم وزارة الموارد المائية.
وهذا يعني أن الدولة العراقية تحتاج لإطلاق المياه على مدار السنة وليس لمدة شهر واحد فقط. ويرى البعض هذه المدة بمثابة مهلة وضعتها أنقرة لترى مدى جدية الحكومة العراقية بتصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، وفي حال رفضها فإن مشكلة المياه ستبقى عالقة.
وتابع الكندوري أن يدي رئيس الوزراء العراقي "مكبّلتان" تجاه مطالب تركيا، خصوصًا أن هذا الحزب يتموضع في مناطق على المثلث الحدودي ما بين تركيا والعراق وإيران وليس للسوداني القدرة على محاربته في تلك المناطق، كما أنه غير قادر على إرسال قوات عسكرية لإقليم كردستان بحسب ما تنص عليه القوانين.
كذلك، فإن حزب العمال مدعوم من أطراف سياسية وعسكرية وميليشيات عراقية مقرّبة من إيران، ولذلك فإن السوداني لن يتمكّن من تنفيذ مطلب أردوغان.