حذّر وزير القوات الجوية الأميركي فرانك كيندال اليوم الجمعة من أن تصرفات الصين حول تايوان تزيد من مستوى المخاطر، لكنه عبّر عن أمله في أن "يعود سلوك الصين إلى المعايير المحددة من قبل".
وأجرت الصين، التي تعتبر تايوان جزءًا من أراضيها، تدريبات عسكرية هذا الشهر للتعبير عن غضبها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه، وألقت باللوم على واشنطن في إثارة التوتر.
كما أجرت بكين مناورات عسكرية جديدة قرب تايوان بالتزامن مع زيارة وفد من الكونغرس الأميركي في أغسطس/ آب الحالي.
"نعيش في زمن خطير"
وفي مؤتمر عبر الهاتف من جزيرة غوام الأميركية على المحيط الهادي في إطار جولة سيزور خلالها أيضا أستراليا واليابان، قال كيندال متحدثًا للصحفيين: "إننا نعيش في زمن خطير".
وفي إشارة إلى التدريبات التي تجريها الصين حول تايوان، والتي تضمنت إطلاق صواريخ فوق الجزيرة وعبور الخط الفاصل، الذي يقسم مضيق تايوان، رأى كيندال أن بكين كانت استفزازية جدًا.
وتابع: "الأنشطة العسكرية التي نفذتها الصين خلال زيارة رئيسة مجلس النواب زادت من مستوى المخاطر وانتهكت عددًا من المعايير، أحدها عبور الخط (الفاصل)، والثاني إطلاق النار على المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، والثالث إطلاق النار فوق تايوان نفسها".
وصرحت اليابان بأن خمسة من الصواريخ التي أطلقتها الصين سقطت في منطقتها الاقتصادية.
تزيد من مستوى المخاطر"
وذكر كيندال "هذه ليست إجراءات تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، إنما هي (إجراءات) استفزازية جدًا وتزيد من مستوى المخاطر".
وبينما رفض التعليق مباشرة على تفاصيل عبور الصين للخط الفاصل، شدد كيندال على أن الصين بالغت في رد فعلها على رحلة بيلوسي.
وتابع: "أتمنى أن يعود سلوكهم إلى المعايير المحددة من قبل".
"تهديد السلام"
وكانت الولايات المتحدة أكدت أن موقفها حيال تايوان لم يتغير، واتهمت الصين بتهديد السلام في مضيق تايوان واستخدام زيارة بيلوسي ذريعة للمناورات العسكرية.
واعتبر كبير الموفدين الأميركيين إلى شرق آسيا أمس الخميس أن بكين ستقوم على الأرجح بزيادة الضغط على تايوان في الأشهر القادمة بعد المناورات.
وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والهادئ، دانيال كريتنبرينك، للصحافيين في مؤتمر بالهاتف: "لم تتغير سياستنا لكن ما تغير هو التضييق المتزايد من جانب بكين".
وأضاف أن "هذه الأفعال تندرج ضمن حملة ضغوط مكثفة (...) لترهيب ومضايقة تايوان وتقويض قدرتها على الصمود".
وشدد الموفد على أن واشنطن سترد على السلوك العدواني للصين "بخطوات هادئة ولكن حازمة"، لإبقاء مضيق تايوان مفتوحا ويسوده السلام.
وتقول حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطيًا: إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة من قبل قط، بالتالي فإن ليس لها الحق في تقرير مستقبلها، والذي لا يمكن أن يقرره سوى سكان الجزيرة من دون إكراه.
ولا ترتبط واشنطن بعلاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها.
وتقول الصين: إن تايوان هي القضية الأهم والأكثر حساسية في علاقاتها بالولايات المتحدة.
وكانت تايبيه اتّهمت بكين باستغلال الزيارة التي قامت بها إلى الجزيرة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أكبر مسؤول أميركي منتخب يزور الجزيرة منذ عقود، ذريعة لإجراء مناورات تحاكي غزوًا لأراضيها.